أثار قرار الأمين العام لجبهة التحرير الوطني إرسال أعضاء مكتبه السياسي إلى ولايات الجنوب، لمتابعة الأوضاع المتوترة، انتقادا حادا من طرف بعض خصومه في بيته السياسي جبهة التحرير الوطني. علق عبد الكريم عبادة، منسق حركة التقويم والتأصيل في الحزب، على خطوة سعداني توجيه فريقه، قائلا: “هذا تمويه ومحاولة لتوجيه الأنظار”، مضيفا في تصريح بالهاتف ل”الخبر”: “ما تقرر هو عملية ملء فراغ، ومحاولة لتقديم نفسه بأنه محامي أبناء الجنوب”. وفي السياق ذاته، قال نور الدين جعفر، عضو “القيادة الموحدة للحزب”، التي تضم أعضاء من المكتب السياسي وقياديين مجمدة عضويتهم في اللجنة المركزية: “ما صدر عن سعداني بخصوص الوضع في الجنوب، مساس بالوحدة الوطنية، والدولة الأمة”. وفي رأيه، فإن الحديث عن الوضع في الجنوب “محاولة لتوجيه الاهتمام عما سبق أن أعلن عنه بخصوص موعد تعديل الدستور والتغيير الحكومي”. واعتبر المتحدث نفسه تصريحات سعداني عن “شبهات بمحاولة دفع الجزائر إلى كمين الربيع العربي”، بأنها “غير محسوبة العواقب، وفاقدة للمنطق وغير مدروسة في ظرف وطني ودولي حساس”. وتساءل عضو مجلس الأمة: “لمن يشتغل سعداني؟ فهو يدلي بمواقف وتصريحات متناقضة وغير مترابطة، على عكس الخطاب التقليدي للأفالان الذي يتميز بحكمته، وثباته ومساندته لمؤسسات الدولة”. وتابع: “الوضع في الجنوب معروف والاحتجاجات جزء من يوميات السكان كغيرهم في باقي القطر، غير أننا لم نسمع عنه موقفا سواء في اجتماعات الحزب أو في الجلسات الخاصة يدافع عن الجنوب”. وأضاف: “كل المعطيات والمعلومات بخصوص التنمية موجودة لدى مصالح الدولة، وهناك نخب من الحزب تقيم هناك وأعطت رأيها في وقته، ولو كانت له الجرأة السياسية لطلب إجراء تحقيق برلماني”. ورجح عضو مجلس الأمة أن يكون تحرك المكتب السياسي نوعا من “المزايدة” لعزل القيادة الشرعية، حسبه، ويقصد المكتب السياسي السابق، الذي بادر في الفترة الأخيرة بنشاطات تخص الشأن العام. ولقيت تصريحات سعداني انتقادات حادة من قبل مواطنين، وتساءل أحد قراء “الخبر” بموقع الجريدة: “باسم من يتحدث؟”. فيما تساءل آخر عن حقيقة ولاءات أمين عام الأفالان، وتوجه إليه آخر: “جبهة التحرير أهملت وساعدت على إقصاء الجنوب منذ 62، وتأتي الآن أنت لتقول نتحمل جانب.. أنتم تتحملون وزر كل ما جرى ويجري وأمثالكم هم من تسببوا في الربيع والخريف العربي”. وأبدى قارئ من عين صالح دهشته من تصريحات سعداني حول سكان عين صالح وكتب: “سكان الجنوب وعين صالح يعرفون الغاز الصخري ويدركون مخاطره، ويمكن لأي من أبناء المنطقة أن يقدم لك محاضرة علمية دقيقة حوله.. لا علاقة لنا بالربيع ولا الخريف العربي، لدينا مطالب إنسانية وفقط، لا غير”.