تتواجد الجزائر في أحسن رواق لتنظيم الطبعة 31 لكأس أمم إفريقيا لكرة القدم، بعد إعلان مصر أمس انسحابها من المنافسة على شرف التنظيم، لتبقى الغابون وغانا في السباق. تغيرت معطيات كثيرة بشأن هوية البلد الذي ستمنحه الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، شرف تنظيم العرس الكروي القاري القادم، بعد إجراء كأس السوبر الإفريقي في الجزائر، وبعد المشاورات التي أجراها الوزير الأول عبد المالك سلال مع المسؤول الأول عن الكرة الإفريقية عيسى حياتو، خاصة أن هذا الأخير منح إشارات قوية للمسؤولين الجزائريين بأن الصراع لم يفصل فيه بعد، بدليل ما قام به الكاميروني عيسى حياتو خلال مأدبة العشاء التي نظمتها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم على شرفه، سهرة السبت الماضي بفندق الشيراتون بالعاصمة، حيث رفض رئيس الكاف مصافحة رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف، تعبيرا عن عدم تجرعه التصريحات التي أدلى بها بيراف مؤخرا، والتي مفادها أن الكاف فصلت بنسبة كبيرة في البلد الذي سينظم كان 2017 وهو الغابون. التصريحات التي أدلى بها مؤخرا عضو المكتب التنفيذي للكاف والفيفا المصري هاني أبوريدة في الساعات القليلة المنصرمة، والتي مفادها أن مصر مستعدة للخروج من سباق شرف تنظيم المنافسة القارية إذا تمسكت الجزائر بتنظيمها، هي الأخرى معطيات جديدة تجسدت أمس على أرض الواقع، حينما أعلن وزير الشباب والرياضة المصري خالد عبد العزيز سحب ملف مصر لتنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم عام 2017 لصالح الجزائر. وقال الوزير المصري خالد عبد العزيز، في تصريحات إعلامية لوسائل الإعلام المصرية أمس، إن مصر لن تنظم البطولة وفضلت الانسحاب لصالح الجزائر. من جهته، أكد وزير الرياضة محمد تهمي أمس أن الجزائر تسعى بشكل عملي لإثبات أحقيتها في تنظيم المنافسات الرياضية الكبيرة. وكشف تهمي على هامش ملتقى حول المرأة والرياضة نظمته اللجنة الأولمبية الجزائرية، أن اللقاء الذي جمع الوزير الأول عبد المالك سلال برئيس الكاف عيسى حياتو بحضوره ورئيس الفاف محمد روراوة، كان وديا ولم يتناول فقط مسألة ترشح الجزائر لتنظيم دورة كأس أمم إفريقيا 2017، وإنما تطرق لمواضيع أخرى متعلقة بتطوير كرة القدم الإفريقية. وأوضح تهمي أنه ينبغي على الجزائر أن تثبت للجميع أنها قادرة على تنظيم منافسات رياضية كبيرة دون الحاجة الى اللوبيات أو عمل الكواليس، منوها بأن نجاح تنظيم المباراة التي تغلب فيها وفاق سطيف على الأهلي المصري بركلات الترجيح 6/5 في نهائي السوبر الإفريقي، هو إنجاز يتعين الاستثمار فيه. كل هذه المعطيات اعتبرتها مصادر عليمة إشارات قوية من المسؤول الأول عن الكاف الذي غادر منتصف نهار أمس أرض الوطن، رفقة رئيس الفاف محمد رورواة وبعض أعضاء المكتب التنفيذي، للتوجه إلى النيجر التي تحتضن حاليا كأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة.