"فضيحة شكيب خليل.. هي فضيحة بوتفليقة" حذر عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، من استعمال المؤسسة العسكرية في حل أزمة الغاز الصخري المستعصية في عين صالح. ورد مقري على دعوة الرئيس بوتفليقة المعارضة للتنازل من أجل الجزائر، بدعوة مماثلة لإنشاء لجنة مستقلة لتنظيم الانتخابات. واتهم الحكومة والوزير بن يونس تحديدا بتفكيك الأسرة وإشاعة الخمر في الجزائر. نطق عبد الرزاق مقري بكلمة “مؤامرة” في ثلاثة ملفات تحدث عنها في سياق تحليله للوضع العام في الجزائر، خلال ندوة صحفية نظمها أمس بمقر حركة مجتمع السلم. وقال مقري، بشأن تدخل الجيش في عين صالح، إن “وضع المؤسسة العسكرية في مواجهة الشعب الجزائري مؤامرة تستهدف الجزائر، لأن المحتجين في هذه الحالة إما أن يدخلوا بيوتهم، وإما أن يواجهوا الجيش، وهذا يعني الكارثة”، داعيا الرئيس لأن يتحمل مسؤوليته السياسية ويوقف مشروع الغاز الصخري. وخاطب مقري رئيس الجمهورية، بعد ندائه للجميع من أجل أن يتنازلوا لمصلحة الوطن، قائلا: “أخبرنا علام نتنازل؟ نحن نكافح ضد الفساد ونطالب بالإصلاح والتغيير. هل يمكن أن نفرط في ذلك؟”. ودعاه بالمقابل لإعطاء البرهان ب”أن يستجيب فقط لطلب المعارضة بإنشاء لجنة مستقلة لتنظيم الانتخابات، لأن أساس الأزمات في الجزائر هو تزوير الانتخابات”. وحمل رئيس حمس الرئيس بوتفليقة مسؤولية الفساد في الجزائر، وقال إن “فضيحة شكيب خليل مرتبطة ببوتفليقة حب من حب وكره من كره، لأنه هو من أتى به”. وفي موضوع التعديلات الأخيرة في قانون العقوبات، أوضح مقري أنها “تستهدف تفكيك الأسرة وخدمة المخططات الأجنبية”. وواجه سؤالا صحفيا حول ما إذا كان يؤيد ضرب المرأة، بجواب طويل، ملخصه أن “ذلك يأتي في حالات استثنائية لكن لا يجوز إسقاطه تماما”. ودعا مقري إلى تشكيل جبهة من التيار الإسلامي وممن سماهم بالوطنيين الأحرار للتصدي لهذه “المؤامرة على الأسرة الجزائرية”، مشددا في المقابل على تمسك حمس بتنسيقية الانتقال الديمقراطي، رغم أنها ليست على وفاق في هذه المسألة، حيث يتبنى الأرسيدي مطلب إلغاء قانون الأسرة. وسخر مقري من مبررات وزير العدل، طيب لوح، الذي قال إن المرأة تتعرض للعنف من الأزواج المخمورين. ورد عليه متسائلا: “ماذا فعلت الدولة الجزائرية لمنع انتشار الخمر؟ لماذا اتخذ الوزير عمارة بن يونس قرارا بالسماح لكل المحلات ببيع الخمر بعد أن كان قد منع ذلك الوزير جعبوب (وزير حمس السابق)؟”. أما المؤامرة الثالثة التي تستهدف الجزائر وفق مقري، فهي تدمير القطاع العام في المنظومة التربوية بسبب تعنت الوزارة في الاستجابة لمطالب النقابات. وقال مقري إن “الفكرة من وراء ذلك تكمن في إيجاد نخبة جديدة من بضعة آلاف من أبناء النافذين يحصلون على التعليم الجيد ويسيطرون بالتالي على مراكز المسؤولية”. وفي موضوع الحريات، استهجن مقري التراجع المسجل، مدينا منع وفد التنسيقية من دخول عين صالح قبل أيام، والحكم بحبس الناشط في لجنة البطالين رشيد عوين، وسحب الاعتماد من صحفي “الخبر” بوعلام غمراسة كمراسل لصحيفة الشرق الأوسط الدولية، وقال إن ذلك يندرج في إطار روح انتقامية مرفوضة.