أوضح عميد مسجد باريس الكبير، الدكتور دليل بوبكر، في مداخلته المعنونة ب”المسلمون في فرنسا، وما هي الآفاق المنتظرة؟”، أنّ سكوت المسلمين في فرنسا عن هذه الإساءة لا يعدّ قبولا منهم بهذه الأمر، داعيا القضاء الفرنسي إلى اعتبار الديانات “إرثا عالميا يجب احترامه”، موضحا أن “قلوب المسلمين ترتعش ولا تقبل أبدا بشتم نبيّنا صلى الله عليه وسلم”. وقال عميد مسجد باريس “نحن ندرك بأن أمتنا تشكو من إساءات متنوعة في هذا المجتمع، فكل مرة يعرضون علينا عدم ملاءمة الإسلام في هذا البلد”. وأكّد أن هذه الإساءات والشكّ المنظّم تجاه الإسلام والمسلمين، وخاصة محاولة منع الحجاب في الجامعات ومعارضتهم لتناول وجبات الحلال في المطاعم المدرسية، وكذلك الأعمال العدوانية ضدّ الأشخاص والمساجد في مختلف المدن، مثلما حدث في مسجد بواتييه، يعدّ عدوانا وإساءة. وأفاد رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أنّ الأعمال المسيئة للدّين الإسلام تضاعف في الآونة الأخيرة، ملفتا انتباه الجالية المسلمة إلى المشاكل التي يعانونها، معتبرا أنّ هذه الصعوبات التي يروّج لها العلمانيون “ضحيتها أبناء المسلمين”. وحثّ مسلمي فرنسا على المحافظة على تراثهم وتراث أجدادهم الّذين ضحّوا بأنفسهم من أجل بلدهم فرنسا من جهة، ومن جهة أخرى دعاهم إلى توحيد صفوفهم وجهودهم لخدمة هذا الدين وقوانين هذه البلاد. وبخصوص دعوة وزير الداخلية الفرنسي لإنشاء هيئة تمثّل كل المسلمين في فرنسا، دعا عميد مسجد باريس إلى توسيع المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية حتّى يلبي مطالب كل المسلمين في فرنسا. وجدّد رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الدكتور دليل بوبكر تأكيد على “رفض كلّ المسلمين للإرهاب”، مشيرا إلى أن مسلمي فرنسا “كان ردّ فعلهم واضحا وقويّا تجاه أحداث شارلي إيبدو من استنكار وتنديد دون أيّ تردّد من هذه الأفعال المتطرفة الإرهابية”.