اقترح مركز الرصد الديمقراطي في اليمن الجزائرَ أو سلطنة عمان لاحتضان ندوة الحوار الوطني اليمني، كون هاتين العاصمتين لم تتوغلا في متاهات الحرب الجارية اليوم في اليمن. وكانت الجزائر، البعيدة عن الحدث، لم تتخذ موقفا من الحرب، وتركت المبادرة للجامعة العربية التي تحمست لقرار الحرب، بينما رفضت سلطنة عمان، العضو في مجلس التعاون الخليجي، المشاركة في التحالف الذي يضم 6 دول عربية، في انتظار التحاق باكستان وتركيا. ساهمت سلطنة عمان عام 2011 في جلسات التفاوض في مسقط بين إيران والدول الغربية، بحكم تقاربها مع واشنطن وطهران، وتوج التفاوض الخميس الماضي باتفاق تاريخي. وتتضمن المبادرة 17 بندا، على رأسها الوقف الفوري للقصف وجميع العمليات من جميع الأطراف، ثم تشكيل لجنة إغاثة، فالبدء في حسم رئاسة المجلس الرئاسي، وتكليف حكومة بحاح بمواصلة العمل، ثم الاتفاق على صياغة جيش وأمن موحدين، وتسليم الأسلحة من جميع الأطراف، يليها العفو الشامل. وقال الحوثيون إنهم مستعدون للجلوس إلى طاولة الحوار، بشرط واحد يتمثل في وقف القصف الجوي لقوى التحالف. حيث اقترح صالح الصماد، المحسوب على الحوثيين، بث جلسات الحوار على الهواء، ”حتى يعرف الشعب اليمني من هو الطرف الذي يعرقل العملية السياسية”. يشار إلى أن الملك سلمان بن عبد العزيز اقترح منذ أسبوع احتضان اجتماع سياسي في المملكة بين جميع الأطراف، تحت رعاية مجلس التعاون الخليجي. توسع دائرة الحرب مع القبائل وسطا وشرقا في انتظار ذلك، تبقى دار لقمان على حالها، وقد تواصل القصف أمس على مواقع الحوثيين في العند شمال عدن، حيث سقط ما لا يقل عن 53 شخصا، من بينهم 17 مدنيا، في اليومين الأخيرين. واشتدت أمس المواجهات مع اللجان الشعبية في المعلا عندما حاول الحوثيون الاستيلاء على ميناء عدن. وتكمن أهمية موقع المعلا في احتضانه الميناء ومقر المحافظة والقصر الجمهوري. وفي زنجبار عاصمة محافظة أبين في الجنوب، قتل 5 من الحوثيين و3 من المقاومة الشعبية الموالية لهادي التي سيطرت على معسكر دوفس، نقطة تفتيش عسكرية. وفي مأرب وسط اليمن، قتل 6 من الحوثيين وأسر 7. وفي الضالع جنوبا، قصفت مليشيات الحوثي بصواريخ ”الكاتيوشا” منازل السكان، تزامنا مع القصف الجوي للحلفاء. أما في المكلا شرق اليمن، والتي سقطت في أيدي القاعدة، فتمكنت اللجان الشعبية من دخولها وشرعت في طرد المتطرفين. فيما اتهمت إيران ”حزب التجمع اليمني للإصلاح” الإخواني، بتقديم معلومات استخباراتية لمساعدة طائرات التحالف لاستهداف الحوثيين على الأرض، وفق وكالة ”فارس” الإيرانية. وقال مساعد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان إن هؤلاء ”يريدون توريط السعودية في الحرب بتحويلها إلى ليبيا أخرى”. من جانبه، قام الرئيس هادي بإقالة كل من رئيس هيئة الأركان للجيش ونائبه وقائد قوات الأمن الخاصة من مناصبهم، في انتظار إحالتهم إلى المحاكمة العسكرية بتهم ”الخيانة والتعامل مع انقلاب المليشيات الحوثية على السلطة الشرعية في البلاد”. هذا وأعلن مسؤول سعودي أمس مقتل رجل أمن في عملية هدم ”أوكار تستخدمها عناصر إرهابية” في القطيف الشيعية شرق المملكة. وذكرت الوكالة الرسمية أن وحدات الأمن تعرضت لإطلاق النار عندما كانت تقوم بعملية تفتيش، وأنه تم ضبط كمية من الأسلحة وأجهزة اتصال والقبض على 4 سعوديين من المتورطين في الاعتداء على أعوان الأمن.