منذ أيام عُرض اسم وشخص عبد القادر بن صالح على تصويت مؤتمري التجمع الوطني الديمقراطي لمنصب الأمين العام للحزب، وبطبيعة الحال وافقت الأغلبية كما يقال على اقتراح مسيري المؤتمر، وهذا ببساطة لأنهم كانوا يعرفون قبل تاريخ المؤتمر، أن الشخص المؤهل والمختار دون غيره للمنصب هو سي بن صالح... الآن وبعد أن تم الذي تم، هل يستطيع أن يقول لنا بن صالح أو أي قيادي حزبي آخر عدد المصوتين برفع الأيدي لصالح هذا العبد القادر؟ المؤكد، أن لا هذا العبد القادر ولا غيره من قيادات الحزب يعرف أو يعرفون عدد المصوتين ولا عدد غير المصوتين على خيار المؤتمر، ما دام التصويت تم بأحسن طرق التحايل المعروفة، وهي طريقة رفع الأيدي وسط الصخب الذي نعرفه في مثل هذه المناسبات... أهم من هذا وحسب أحاديث معظم الذين حضروا المؤتمر ومن بينهم بن صالح نفسه، فإنهم كانوا يعرفون أن الأغلبية الساحقة من المؤتمرين كانت تتمنى عودة أحمد أويحيى إلى موقعه على رأس الحزب، لكن مع هذا شكر الأمين العام الجديد للحزب، المؤتمرين والمناضلين على ثقتهم في شخصه... ألهذا الحد تنحدر أخلاقنا السياسية؟ منذ أشهر عرض التلفزيون الحكومي الجزائري على متابعي نشراته الإخبارية، صور صندوق اقتراع شفاف وأمامه كمية من أوراق التصويت لاختيار الحاج روراوة لرئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ولم يخجل القائمون على التلفزيون ومعدو نشرة أخبار تلك الليلة، أو ربما لم ينتبهوا لجسامة المهزلة التي يعرضونها على الرأي العام الجزائري، فقرأ معد الورقة بأن الحاج روراوة تقدم بمفرده لمنافسة شخصه الفاضل الكريم على المنصب، ولم ير أعضاء المكتب الوطني للفدرالية مبررا للتصويت ما دام الرجل ترشح دون منافس، ودون رمي ورقة واحدة في الصندوق، اعتُبر روراوة فائزا... في اليوم الموالي لهذا “الحدث” سمعت الحاج روراوة يقول عبر أمواج القناة الأولى للإذاعة الوطنية، معلقا على حدث خلافته لنفسه، بأنه عندما يكون ماشيا في الشارع يسمع المواطنين يقولون له “لو كان تخليها تريب” بمعنى لو تترك منصب رئيس الفدرالية الجزائرية لكرة القدم لشخص آخر، فإن هذه الفدرالية ستنهار... هل يوجد عبقري في كل العالم وليس في الجزائر فقط، يستطيع أن يعلق وبما يتناسب مع حجم كل هذا الاستخفاف بالجزائر والجزائريين؟ على هذا المنوال، ووفق هذا المنهج ستجري الانتخابات الرئاسية القادمة، وعلى هذه الأسس سيبنى مستقبل الجزائر والجزائريين؟