دعت النيجر، أمس، إلى تدخل خارجي في جنوب ليبيا الذي يشكل “حاضنا لمجموعات إرهابية”، وفق تصريح أدلى به وزير الداخلية مسعود حسومي لإذاعة فرنسا الدولية. قال الوزير إن “على القوى التي تدخلت في ليبيا للإطاحة بالعقيد القذافي ما جعل ليبيا اليوم أكبر معقل إرهابي أن تضمن خدمة ما بعد البيع، ومن المشروع تماما أن تتدخل فرنسا والولايات المتحدة لاستئصال الخطر الإرهابي في جنوب ليبيا”. وفي حين اعتبر مدير أجهزة الاستخبارات الأمريكية جيمس كلابر منطقة الساحل “حاضنة” للمجموعات المتطرفة، اعتبر الوزير النيجري من العاصمة الفرنسية باريس أنه “كان عليه أن يقول بأكثر وضوح أن جنوب ليبيا حاضن مجموعات إرهابية”. وأضاف الوزير “أظن أن مستوى الوعي للخطر الذي يشكله جنوب ليبيا قوي اليوم” وأن التدخل “أمر معقول”. ونفت ليبيا على لسان قائد منطقة سبها العسكرية الواقعة في جنوبي ليبيا، العقيد محمد عبد الحفيظ البوسيفي، شائعات عن وجود قوات أمريكية تساعد الليبيين على ملاحقة عناصر القاعدة. وكانت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية كتبت أن عناصر من القوات الخاصة الأمريكية تنتشر حاليًا في جنوبي ليبيا لمواجهة المجموعات المتطرفة، نقلا عن مصدر عسكري فرنسي. وفي بنغازي، كبرى مدن شرق ليبيا، أصيب أمس نحو 6 أشخاص على الأقل، معظمهم طلاب، بجروح في انفجار قنبلة يدوية في إحدى مدارس المدينة، حسب ما قالت مصادر أمنية، في حين ذهبت مصادر أخرى إلى أن عدد الجرحى بلغ 17 شخصا على الأقل، بعضهم فقد أحد أطرافه. وأوضح الناطق الرسمي باسم الغرفة الأمنية المشتركة، إبراهيم الشرع، أن أحد الطلاب رمى قنبلة في المدرسة بعد أن عمدت الإدارة إلى طرده. تأتي هذه الأحداث في وقت أضرم محتجون مسلحون من إحدى القبائل الليبية، مساء أول أمس، النار في سيارتين وخيام لقوات من الصاعقة التابعة للجيش تمركزت في مدينة بنغازي أمام مستشفى الجلاء للحوادث، وأطلقوا الرصاص عليها، وأضرموا النار في الخيام وأكياس الرمل، بعدما انسحبت هذه القوات. ورجح المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، أن “يكون سبب الهجوم على القوات الخاصة هو اعتقالها لأفراد تابعين للقبيلة (لم يسمها) أثناء اشتباكات دارت بين القوات الخاصة ومسلحين متحصنين في إحدى المزارع بمنطقة الهواري بمدينة بنغازي”. وتابع “الوضع متأزم في مدينة بنغازي والمحتجون يجوبون الشوارع رافعين لافتات مكتوب عليها (لا نريد جيشا ولا شرطة)، (سجن بوسليم انتقل إلى معسكر الصاعقة)”. وفي ظل الانفلات الأمني بليبيا هاجم مسلحون، مساء أول أمس، ثلاثة مسؤولين عسكريين ليبيين داخل مقر المؤتمر الوطني الليبي (البرلمان) في طرابلس. فقد تعرض آمر كتيبة الصواعق، عماد الطرابلس، وآمر لواء القعقاع، عثمان مليقطه، ورئيس جهاز دعم أمن المديريات، لإطلاق نار داخل البرلمان إثر استدعائهم للقاء رئيس المؤتمر الوطني والقائد العام للقوات المسلحة نوري أبو سهمين. غير أن الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام عمر حميدان نفى تعرض آمر لواء القعقاع، عثمان مليقطة لمحاولة اغتيال أثناء قدومه بقوات عسكرية لمقر المؤتمر. ونوه حميدان بأن أبوسهمين طلب من مليقطة الانتظار لحين الانتهاء من الاجتماع، لكن الأخير خرج غاضبًا دون معرفة السبب، وأثناء خروج مليقطة من مقر المؤتمر بدأ من معه بإطلاق النار في الهواء، ومن ثم تفاجؤوا بخبر محاولة اغتياله داخل مقر المؤتمر. وكان البرلمان الليبي قد صوت على خارطة طريق جديدة، من خلال تعديل الإعلان الدستوري والاتفاق على تغيير الحكومة بالاتفاق على بديل لرئيسها علي زيدان خلال أسبوعين من الآن، وهو ما اعترض عليه تحالف القوى الوطنية. وتقضي خارطة الطريق بمنح الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور التي ستنتخب في 20 فيفري الجاري، 60 يوما من تاريخ أول جلسة لها حتى تقدم تقريرا للمؤتمر الوطني العام، تؤكد من خلاله هل هي قادرة على إنهاء مشروع الدستور خلال شهرين آخرين من ذلك التاريخ أم لا. وفي حالة تأكيد الهيئة قدرتها على إنهاء مشروع الدستور يعرض على الاستفتاء الشعبي خلال ثلاثين يوما من تاريخ إنهائه، وإذا حصل على موافقة ثلثي الناخبين تصادق عليه الهيئة ويحال إلى المؤتمر الوطني العام لإصداره.