هل يمكن أن تكون البلاد في خطر ويلتزم رموز الثورة والنظام السياسي الجزائري الصمت؟ ليس من عادة أمثال يوسف الخطيب وأحمد طالب الإبراهيمي ومولود حمروش وسيد أحمد غزالي... أن يختفوا من الساحة والبلاد تحترق كما توحي به تصريحات عمار سعداني واستمرار سقوط الضحايا بين أبناء ولاية غرداية. وغير معقول أن نتصور الجنرال توفيق يتلقى ضربات وتوجه له أصابع الاتهام في أي سوء يصيب أمين عام الحزب الحاكم... ويبقى ينتظر أن يجد نفسه في الشارع ويحاسبه العام والخاص على كل كبيرة وصغيرة وقعت في الجزائر. الأقرب إلى الواقع أن الجنرال سيلعب آخر أوراقه في مواجهة عصبة الرئيس التي تريد إسقاطه في الجحيم، إن كان هذا ما يعنيه حوار عمار سعداني ل”تي أسا”. ولن يحتاج توفيق لبذل جهود كبيرة لإفشال العهدة الرابعة، إن كان هذا هدفه كما يقول سعداني، كون المهمة تستدعي منه أن يفتح اللعبة الانتخابية التي أغلقها بنفسه كما تدل عليه تصريحات عمار سعداني. فموازين القوى بالشكل الذي قدمه زعيم الحزب الحاكم عندنا منذ الاستقلال في صالح توفيق دون عناء، لأنه يكفيه أن يرفع يده عن الأحزاب والولايات والبلديات ويكفيه أن يغلق المنافذ في الموانئ والمطارات والبنوك والشركات العمومية... حتى يجد بوتفليقة وسعداني ومن معهما فاقدي الأسلحة الانتخابية. هل هناك عاقل في الجزائر بمن فيهم عمار سعداني، يصدق أن بوتفليقة قادر على مواصلة تسيير شؤون البلاد وقادر على الحفاظ على أمن واستقرار البلاد؟ قوانين الطبيعة كلها تجيب ب”لا” والذين يطبلون للعهدة الرابعة يفعلون ذلك لسبب واحد أنهم لا يعلمون إن كان توفيق فعلا ضد العهدة الرابعة. والملتزمون بيوتهم أو مكاتب أحزابهم دون حركة ولا موقف ينتظرون أيضا معرفة ما إن كان فعلا توفيق لا يريد العهدة الرابعة، لأن توفيق هو الذي أقنعهم في السابق بالدخول في الانتخابات أو مقاطعتها، وتوفيق هو الذي أخرج النتائج النهائية للانتخابات التي شاركوا فيها أو قاطعوها. هؤلاء إذن صامتون لأنهم لا يريدون المشاركة في مهزلة جديدة. أما أن يتركوا سعداني يحرق البلاد وكل من فيها، فمكالمة هاتفية تكفي لإنهاء الحكاية.