الشعب الجزائري سيكون سعيدا جدا في الانتخابات الرئاسية القادمة إذا مكّنه النظام من حقه في الانتخابات بحرية كاملة، حتى ولو كانت حريته الانتخابية لا تخرج عن ممارسة حقه المشروع في الاختيار والمفاضلة بين مرشح الفساد، ومرشح الاستبداد ومرشح الرداءة. ! وفي أحسن الحالات يتاح له التصويت بالانتخاب الموجه بالإجماع حول مرشح التحالف بين الاستبداد والفساد والرداءة! نعم حزب الاستبداد هو أكبر حزب في البلاد منذ 1962، وقد أصبح ينافسه على كرسي الحكم حزب الفساد، وحزب الرداءة أصبح هو القوة المعارضة الوحيدة في البلاد. حتى الآن حزب الرداءة هو الذي يملأ الساحة السياسية بالمرشحين الذين يهددون حزب الفساد بالويل والثبور وعظائم الأمور، رغم أن حزب الفساد يرشح رئيسا للرئاسيات بإمكانه أن يحوّل كرسي الرئاسة الثابت إلى كرسي متحرك؟! المرشحون حتى الآن ضد الكرسي المتحرك هم جماعة الأرانب والخرانق، وفي أحسن الحالات الملابس المستعملة من طرف النظام في السابق؟! ولهذا فإن ترشح رئيس مريض على كرسي متحرك يصبح أفضل من الأرانب والخرانق والأدوات المستعملة التي انتهت صلاحيتها منذ سنوات ويعاد رسكلتها من جديد؟! هذا الوضع الذي وصلت إليه البلاد سياسيا يعكس الصورة المفجعة التي ستكون عليها الجزائر بعد الرئاسيات القادمة. في العادة الرئاسيات في أي بلد تكون فاتحة جديدة لتطور لاحق، لكن عندنا أصبحت الرئاسيات مرحلة جديدة من مراحل الخطر الداهم الذي يتعاظم أمام البلد. لا يمكن أن يتصور عاقل أن الرئيس بوتفليقة الذي أقعده المرض مرغما على كرسي متحرك وأسكته المرض عن الحديث للشعب، وهو الذي سكن في التلفزة سنوات لا يسكت عن الكلام بمناسبة وبدونها... هذا الرئيس لو بقيت فيه بقايا عقل لما ترشح وسط هذا الركام من النفايات السياسية المرسكلة وغير المرسكلة، ولهذا فإن الرئيس القادم للجزائر مازال لم يعلن عن نفسه بعد، وقد يخرج من بين الركام بالتزامن مع إعلان الرئيس عن عدم ترشحه! الرئيس القادم يكون معاديا بالضرورة للثالوث الذي تحدثنا عنه في مقدمة هذا العمود، وهو ثالوث الاستبداد والفساد والرداءة. هل حان الوقت لتجاوز هذا الكابوس؟! نتمنى ذلك؟! [email protected]