لم يتغير مشهد رئاسيات 2014 كثيرا عن سابقه في 2009، من خلال تواجد 4 مرشحين في السباق أودعوا ملفات ترشحهم للرئاسيات مجددا لدى المجلس الدستوري،وهم: عبد العزيز بوتفليقة، موسى تواتي، لويزة حنون وعلي فوزي رباعين، فيما اقتصر الحضور الجديد في موعد 17 أفريل على رئيس جبهة المستقبل والمرشح للرئاسيات عبد العزيز بلعيد، وكذا علي زغدود الذي سلم أوراق اعتماده لدى هيئة مراد مدلسي، وعودة علي بن فليس للترشح للمرة الثانية بعد تجربة 2004، فيما قرر عدد آخر الانسحاب. لم تكن إعلانات الترشح للرئاسيات التي تجاوزت ال85 اسما من الذين سحبوا استمارات اكتتاب التوقيعات حسب وزارة الداخلية، سوى “سمكة أفريل” ومؤشر كاذب على أن السباق الرئاسي سيكون على أشده، وفي أن الدستور يكرس حق الترشح لأعلى منصب في الدولة لكل المواطنين، بعدما أظهرت المعطيات لدى المجلس الدستوري قبل يومين من غلق باب الترشيحات أن نفس سيناريو المرشحين لسنة 2009 يكاد يكرر نفسه تقريبا، من خلال تواجد نفس الأسماء القديمة أضيف لها اسمان جديدان (في انتظار ترسيم ترشحهما من قبل هيئة مراد مدلسي)، لتزيين ما يسميه الرئيس المترشح ب “العرس الانتخابي” في رسالته لقضاة المحكمة العليا في ذكرى تأسيسها. وسيكون السباق بين المرشحين المرافقين للرئيس بوتفليقة في رأي المتابعين مقتصرا كالعادة بين حنون وتواتي وبن فليس وبلعيد ورباعين وزغدود، حول من يأتي في القائمة ثانيا بعد المرشح الفائز ومن يصنف في ذيل الترتيب، وهو أكبر رهان وفوز يمكن أن يحققه مرافقو الرئيس المترشح في موعد 17 أفريل المقبل، بالنظر إلى المعطيات المحيطة بالاستحقاق الرئاسي، وفي مقدمتها أنه لم يحدث أن خسر الرئيس المترشح، ولم يحدث لرئاسيات أن جرى الفصل فيها في الدور الثاني، وهو مؤشر كافٍ لوحده للدلالة على أن “اللعبة مغلقة”، مثلما شهد بذلك مولود حمروش وغيره من أبناء “النظام”. وتدفع الكثير من المؤشرات باتجاه أن تتحول هذه الرئاسيات إلى سباق ثنائي أكثر منه سباق متعدد الأطراف والمرشحين، بحيث ستتسابق زعيمة حزب العمال لويزة حنون مع رئيس الجبهة الوطنية موسى تواتي حول من يأتي في رتبة أحسن من الآخر، وسيجد بن فليس نفسه في الترتيب يسابق ابن بلدته عبد العزيز بلعيد الوافد الجديد ومفاجأة هذه الطبعة الرئاسية، حول من يكسب منهما أكثر أصوات الجهة، في حين يتسابق رباعين مع زغدود من أجل تفادي تذيل القائمة النهائية للمرشحين، وهي رهانات تعبر عن حقيقة غياب عناصر المنافسة في هذا الاستحقاق الرئاسي.