تعرض الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أمس، لتهديدات بالقتل نشرت عبر موقع لإسلاميين متشددين، ناقمين على سياسة فرنسا في مالي وإفريقيا الوسطى. وقال مقربون من هولاند: “إنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها فرانسوا هولاند لتهديد من هذا النوع”، وأضافوا: “ولكننا يقظون للغاية”، حسب وكالة “فرانس برس”. نشر موقع للإسلاميين المتشددين عدداً من التصاميم تدعو لشنّ هجمات على فرنسا واغتيال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ردا على سياسات فرنسا في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز” عن موقع “سايت” الإلكتروني. وذكر الموقع أنّ المنبر الإعلامي الجهادي، وهو موقع إسلامي معروف نشر ستة تصاميم في إطار حملته “لن نسكت يا فرنسا”. وجاء في أحد التصاميم: “إلى ذئابنا المنفردة في فرنسا اغتالوا رئيس الكفر والإجرام وأرهبوا حكومته اللعينة وفجروهم وأرهبوهم نصرة للمستضعفين في إفريقيا الوسطى”. وقال آخر: “لن يهنأ هولاند ولا جنوده بالأمن في فرنسا حتى يعيشه المسلمون واقعاً في مالي وإفريقيا الوسطى”. على صعيد آخر، كشف رئيس لجنة تحقيق للأمم المتحدة، أمس الأول، أن “اللجنة تحاول تحديد من يجب مقاضاتهم على أعمال القتل والجرائم الأخرى في جمهورية إفريقيا الوسطى من أجل إنهاء إراقة الدماء التي أثارت المخاوف من إبادة جماعية”. وقد قتل آلاف الأشخاص منذ استولى متمردو السيليكا الذين يغلب عليهم المسلمون على السلطة قبل عام، ووقعت أعمال نهب وتعذيب وقتل في البلاد ذات الأغلبية المسيحية. وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أن نحو 650 ألف شخص نزحوا عن ديارهم بسبب أعمال العنف الطائفية في البلاد، وفر نحو 300 ألف إلى دول مجاورة. وتحدثت مصادر الإعلامية أن مسلمي إفريقيا الوسطى تراجعت نسبتهم من 15 بالمائة من إجمالي السكان إلى نحو 2 بالمائة. وقال “برنارد آشو مونا”، الذي يرأس لجنة التحقيق التي شكلتها الأممالمتحدة في ديسمبر في إفادة صحفية: “نريد أن نقدم إلى مجلس الأمن ملفا كاملا حتى يمكن اتخاذ الإجراءات المناسب”. وأضاف قوله: “شهدت جمهورية إفريقيا الوسطى الكثير من الانقلابات، وكانت بعد كل انقلاب تحدث مصالحة ولا يجري محاسبة أحد، وفي النهاية نجد أناسا في مجلس الوزراء في الحكومة وأيديهم ملطخة بالدماء، ولم يكن هذا الوضع مفيدا قط”. وقال مونا، وهو قاض سابق في الكاميرون، إن بعثة محققي الأممالمتحدة ستصل بانغي اليوم الثلاثاء (أمس) للبدء في استجواب ضحايا العنف من المسلمين والمسيحيين وكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين وجماعات النشطاء. من جهتها، كشفت فاليري أموس، منسقة شؤون الإغاثة الإنسانية في الأممالمتحدة، في مؤتمر صحفي بجنيف، أنه لم يبق في بانغي سوى 900 مسلم من ضمن أكثر من مائة ألف كانوا موجودين بالمدينة. وأضافت أموس أن التركيبة السكانية في إفريقيا الوسطى تتغير من وضع كان فيه ما يصل إلى 145 ألف مسلم يعيشون في بانغي إلى أقل من ألف حاليا، مشيرة إلى أن العدد انخفض في ديسمبر الماضي إلى عشرة آلاف، قبل أن يتقلص أكثر في الشهرين التاليين. م. د