صوت مجلس الأمن بالأممالمتحدة على إرسال قوة عسكرية قوامها 12 ألف جندي إلى جمهورية إفريقيا الوسطى. وحذر بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، من "تطهير عرقي ديني" في جمهورية إفريقيا الوسطى، مع انتشار الإعدام خارج نطاق القانون، وجرائم العنف الجنسي دون عقاب. ويخول قرار مجلس الأمن الصادر بالإجماع لألفي جندي فرنسي البقاء للعمل مع قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى. وأدى الصراع الدائر هناك إلى مقتل آلاف الأشخاص، كما يحتاج نحو 1.3 مليون شخص، يمثلون ربع عدد السكان تقريبا، إلى مساعدات. ويُستهدف مدنيون مسلمون من قبل مليشيات مسيحية انتقاما من سيطرة المتمردين وأغلبهم مسلمون يعرفون باسم السيليكا، على السلطة العام الماضي. وكانت فرنسا قد أرسلت بالفعل ألفين من جنودها إلى إفريقيا الوسطى، التي كانت مستعمرة فرنسية في السابق، بالإضافة إلى وجود قوة أخرى تابعة للاتحاد الإفريقي قوامها ستة آلاف جندي، والتي ستحل محلها بعثة الأممالمتحدة في سبتمبر/أيلول. ويخول القرار الدولي القوات الفرنسية "استخدام كل الوسائل الضرورية" لتقديم الدعم لقوات الاتحاد الإفريقي هناك. كما يمنح القوات التابعة للأمم المتحدة تفويضا لحماية المدنيين، والبعثات الإنسانية، والحفاظ على النظام، ودعم الانتقال السياسي في البلاد. وقال بان كي مون في مقال حصري لبي بي سي إنه في زيارته الأخيرة لجمهورية إفريقيا الوسطى سمع "روايات مروعة" لجرائم عنف جنسي، واختطاف، وتهديدات دائمة لحياة الناس. وطالب بان المجتمع الدولي بألا يترك جمهورية إفريقيا الوسطى لتصبح "رواندا جديدة في عصرنا"، مشيرا إلى جرائم الإبادة الجماعية التي وقعت هناك عام 1994. وقالت الشرطة يوم الأربعاء إن 30 شخصا على الأقل قتلوا، وأصيب عشرة آخرون في معركة وقعت في بلدة ديكوا وسط البلاد. وأضافت الشرطة أن أعضاء من المليشيات المسيحية المعروفة باسم "أنتي- بالاكا" هاجمت مواقع تسيطر عليها قوات المتمردين من السيليكا، وغالبيتهم من المسلمين. وتواجه جمهورية إفريقيا الوسطى عنفا دينيا في ظل تصاعد العداء للحكومة التي يقودها وزراء أغلبهم من المسلمين. وسيطرت قوات المتمردين على السلطة في شهر مارس عام 2003 بعد الإطاحة بالرئيس فرانسوا بوزيزي الذي استمر في الحكم لعشر سنوات. وتولى زعيم المتمردين المسلمين ميشال دجوتوديا السلطة خلفا لبوزيزي، لكنه واجه اتهاما بالفشل في منع قواته من ارتكاب جرائم تشمل الاغتصاب، والتعذيب، وقتل المدنيين، وخاصة بين المسيحيين الذين يشكلون الأغلبية في البلاد. وبعد أن ترك دجوتوديا السلطة نتيجة الضغوط الإقليمية عليه في شهر جانفي، بدأت المليشيات المسيحية في الانتقام والهجوم على المدنيين المسلمين. وتشتهر جمهورية إفريقيا الوسطى بثرواتها من الذهب، والألماس، وبعض الموارد الطبيعية الأخرى، لكن عقودا من الاضطرابات وسوء الإدارة في البلاد تركت غالبية الشعب يعيشون في فقر مستمر.