يتواصل برنامج الأوركسترا السيمفونية الوطنية، في استقطاب الوفود العالمية للموسيقى الكلاسيكية، حيث تتوقف اليوم عند محطة جديدة مع واحدة من أعرق المدارس السيمفونية العالمية، من خلال مشاركة الثقافة الأوكرانية المشبعة بالموسيقى، وقد أبت أوكرانيا إلا أن تكون حاضرة اليوم في المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، رغم الأزمة الأمنية التي تمر بها، لتقديم مقطوعات عالمية، تزيّنها طبوع الآلات الجزائرية كالدربوكة مع الكمان، قبل أن تسافر إلى إحياء حفلة بولاية غليزان يوم 20 مارس الجاري. وقد حرصت الموسيقى الكلاسيكية على المشاركة في العديد من الفعاليات الثقافية الموسيقية بالجزائر، كما يوضح عبد القادر بوعزارة مدير الأوركسترا السيمفونية الوطنية ل«الخبر”، أن مشاركة الوفد المحترف سيعزز بجولات عبر الوطن، لا سيما في مناطق الجنوب الكبير ضمن مشروع الأوكسترا لعام 2014، المبرمج تحت شعار ”الاحترافية خدمة للثقافة” من خلال تسطير برنامج جولات عبر ولايات الوطن الجنوبية. وتعود أوكرانيا التي تتنفس منذ قرون بالموسيقى الكلاسيكية، إلى الجزائر لتؤكد مدى تعلقها بهذا الفن الراقي الذي ارتبطت بالعديد من المحطات التاريخية في مسيرتها، كدولة قدمت للموسيقى الكلاسيكية العالمية العديد من الأسماء المبدعة، على غرار فرانز ليزت، أنتونين دفورجاك، بيوتر ايليتش وتشايكوفسكي الذي قاده الفلكور الأوكراني واللغة الأوكرانية إلى العالمية. وتسرد العديد من المحطات التاريخية مدى تقديس الشعب الأوكراني للموسيقى الكلاسكية، حيث ظلت الموسيقى الكلاسيكية حاضرة حتى في أشدّ الأزمات السياسية التي تعيشها الدولة الشرق أوروبية هذه الأيام، كما وقّعت حضورا في المظاهرات الأخيرة التي شهدتها ساحة العاصمة كييف، بعد أن لجأت عازفة البيانو الأوكرانية انطوانيتا ميشينكو، إلى طريق ثالث للتأثير على المحتجين بعد أن نقلت البيانو ووضعته فوق متاريس وضعت بين الشرطة والمتظاهرين، وعزفت لكلا الطرفين الموسيقى الكلاسيكية لتهدئة النفوس. ويؤكد المايسترو عبد القادر بوعزارة، الذي درس هذا الفن الراقي في أوكرانيا، أن المدرسة الموسيقية الأوكرانية تعتبر من أعرق المدارس في العالم، حيث تأسست بها أول أكاديمية موسيقية عام 1738 في مدينة هليوخيف، وساهمت كثيرا في بعث هذا الفن الراقي في الجزائر الذي انتشر أيضا في روسيا بفضل الأوكران.