اختتم القادة العرب اجتماعهم، أمس، بالكويت ببيان القمة العربية ال25، الذي تضمن تأكيدا على النوايا الطيبة للدول العربية لمواصلة العمل الدؤوب من أجل إنهاء جملة المشكلات والأزمات العالقة، حيث شدد إعلان الكويت على ضرورة دعم ومساندة الدول العربية التي تمر بمرحلة انتقالية، كما تضمن البيان الختامي للقمة تعهد القادة بإنهاء كافة الخلافات العربية والدعوة إلى حل الأزمة السورية سياسيا، إلى جانب الحرص على إقامة دولة فلسطينية ورفض الاعتراف بإسرائيل دولة لليهود. كانت هذه أهم النقاط التي خرج بها اجتماع اليومين للقادة العرب، في محاولة للرد على انشغالات كل دولة عربية بحسب مشكلاتها والانشغالات التي أبداها قاداتها، والبداية كانت مع ولي عهد السعودية، الأمير سلمان بن عبد العزيز، الذي شدد على ضرورة عودة وحدة الصف العربي، في إشارة إلى انقسام العرب حول طرق التعامل مع العديد من القضايا الراهنة، من ضمنها الأزمة السورية والخلاف الخليجي القطري ونزاع المملكة السعودية مع العراق، على خلفية اتهام الرياض لبغداد بالولاء لإيران، فيما شدد العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، على ضرورة دعم العرب دول الجوار السوري للتعامل مع ملايين اللاجئين، مذكرا بأن الأردن يستضيف قرابة مليون ونصف مليون لاجئ سوري، مع التأكيد على أن تلبية متطلبات اللاجئين أصبحت تفوق إمكانيات بلاده. وفي سياق متصل، استجاب إعلان الكويت لطلب رئيس الائتلاف السوري المعارض، أحمد الجربا، من خلال توجيه دعوة مباشرة للائتلاف للمشاركة في اجتماعات الجامعة العربية المقررة شهر سبتمبر القادم، دون الخوض في تفاصيل منح المعارضة كرسي الدولة السورية. ولأن الملف السوري شكل أهم محاور القمة ال25، فقد تضمن البيان الختامي لاجتماع القادة العرب تحميل الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي مسؤولية ما يحدث في سوريا، كما دعا البيان مجلس الأمن باتخاذ ما يلزم من إجراءات من أجل التوصل لوقف إطلاق النار في سوريا. من جانب آخر، عاد البيان للقضية الفلسطينية، قضية العرب الثابتة، بحسب ما جاء في البيان الختامي من خلال التأكيد على رفض العرب الاعتراف بإسرائيل دولة لليهود، كما وجه البيان دعوة للأمم المتحدة للضغط على إسرائيل لوقف المستوطنات في الأراضي الفلسطينية. وفي سياق دعم الدول العربية التي تعيش مرحلة انتقالية، تطرق البيان الختامي لقمة القادة العرب في الكويت إلى ضرورة مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة، استجابة لخطاب الرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور، الذي قال في كلمته إن بلاده تواجه خطر الإرهاب وتنتظر من الدول العربية الوقوف إلى جانبها ”لاستكمال خريطة الطريقة لبناء دولة مصر الحديثة”، على حد ما جاء على لسان الرئيس عدلي منصور، تماما كما دعا إعلان الكويت إلى دعم ليبيا، وتونس واليمن وصولا إلى السودان والصومال للخروج من المراحل الحرجة التي تعيشها هذه البلدان. إلى ذلك، دعا أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل الثاني، إلى تجاوز العرب لخلافاتهم من أجل مواجهة ما أسماه تحديات المرحلة الراهنة، مؤكدا أن بلاده حريصة على الوحدة العربية، في إشارة إلى أن الخلاف مع بقية الدول الخليجية أزمة عابرة، كما دعا المصريين إلى حوار وطني، معتبرا أن مصر تبقى ”الشقيقة الكبرى لقطر على الرغم من الخلافات”، في إشارة إلى رفض قطر إعلان حكومة القاهرة تنظيم الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا.