انشغل الإعلام الرياضي العالمي، في الآونة الأخيرة، كثيرا بخبر تعرّض حارس نادي أف.سي برشلونة والمنتخب الإسباني، فيكتور فالديس، لإصابة خطيرة في مباراة فريقه أمام نادي سيلتا فيغو ضمن منافسة البطولة المحلية، ما اضطره لإجراء عملية جراحية وصفت بالناجحة في إحدى المصحات الطبية المتواجدة بألمانيا مع نصحه بالابتعاد عن المنافسة لمدة لا تقل عن ستة أشهر كاملة، وهو ما فتح الباب لكثير من المتتبعين للحديث والتطرق إلى موضوع إصابات اللاعبين فوق ميادين الكرة، وتسببها المباشر في حرمان كثير من النجوم تسجيل مشاركتها مع منتخباتها في مونديال البرازيل 2014 المقبل. ارتأت “الخبر” أن تتناول موضوع الإصابة المعروفة عندنا باسم “الأربطة الصليبية المتعاكسة” أو باسم “الرباط الصليبي”، وسنحاول تسليط الضوء على أهم اللاعبين الذين سيغيبون عن العرس العالمي بسبب تعرّضهم لإصابات الأربطة مع مختلف أنديتهم الأوروبية. وبداية، وجب التعريف بالرباط الصليبي الذي يعدّ أحد رباطين متقاطعين يوجد في العديد من مفاصل جسم الإنسان خصوصا مفصل الركبة، وهو واحد من أربعة أربطة هامة تحافظ على ثبات المفصل إلا أنه أكثر عرضة للإصابة، وهذا الرباط يشبه الحبل، حيث يمسك طرفه العلوي بعظمة الفخذ وطرفه السفلي بعظمة القصبة، ووظيفة هذا الرباط منع عظمة القصبة من التحرّك للأمام بالنسبة لعظمة الفخذ، وهو من أخطر الإصابات التي من الممكن أن تشكّل خطرا حقيقيا على الرياضيين، لاسيما لاعبي كرة القدم والتنس، بدليل أن بعض الأسماء توقف نشاطها الرياضي بشكل نهائي بسبب عدم تعافيها من خطورة الإصابة. “الماتادور” الإسباني المتضرر الأكبر يواجه المنتخب الإسباني، بطل الدورة العالمية الأخيرة المقامة في جنوب إفريقيا 2010، أزمة حقيقية قبل أسابيع قليلة من انطلاق العرس العالمي بالبرازيل، وذلك بسبب تعرض عدد من لاعبيه إلى إصابة الرباط الصليبي يتقدّمهم حارس “البارصا” فالديس، هذا الأخير الذي سيغيب رسميا عن بلاد “السامبا” بعد إجرائه مؤخرا لعملية جراحية ستحرمه من مشاركة زملائه في المنتخب، حيث كانت أمنية فالديس الدفع به من قِبل المدرب ديل بوسكي في التشكيل الأساسي، خاصة مع مستواه المتطور في الموسم الحالي مع ناديه، مع ابتعاد الحارس الأول كاسياس عن المشاركة بصورة منتظمة في فريقه ريال مدريد، ولن تتوقف متاعب فالديس عند هذا الحد، بل سيجد وكيله صعوبة في إيجاد النادي الذي يقبل بانضمامه الموسم المقبل بسبب انقضاء مدة عقده مع ناديه برشلونة. وستزداد متاعب المدرب ديل بوسكي إذا علمنا بأن مشاركة لاعب ريال مدريد، أربيلوا ألفاروا، ليست مؤكدة في مونديال البرازيل، بسبب إصابته في الرباط الصليبي، حيث منحه الطاقم الطبي راحة لا تقل عن شهرين كاملين، ما يعني بأن بوسكي سيجد أزمة حقيقية في منصب ظهير أيمن في ظل غياب البدائل الجيدة، وبدوره فإن زميل أربيلوا في ريال مدريد، المهاجم الصاعد خيسي روديرجيز، سيكون خارج حسابات ديل بوسكي الذي كان ينوي الاستعانة به في مونديال البرازيل، وذلك لتعرّضه لإصابة في الرباط الصليبي عند مشاركته في مباراة فريقه أمام شالكة الألماني ضمن منافسة كأس رابطة أبطال أوروبا. مشاركة خضيرة مع “الماكينة” الألمانية ليست مؤكدة تهدّد إصابة الأربطة الصليبية المتعاكسة وسط الميدان الدفاعي لنادي ريال مدريد الإسباني والمنتخب الألماني، سامي خضيرة، ذا الأصول التونسية، للمشاركة أيضا في مونديال البرازيل، حيث تعرض لها في مباراة بلاده الودية أمام نظيره الإيطالي في شهر نوفمبر الماضي، وهو ما جعل مدرب المنتخب الألماني يؤكد أنه سيعمل “المستحيل” لضمان تعافي اللاعب من إصابته قبل موعد المونديال، وذلك نظرا لقيمته الفنية في حسابات المدرب يواخيم لوف الذي صرح بعد إصابة خضيرة بالقول: “هذه ضربة قوية وصادمة للمنتخب وللاعب”. ولم يحسم بعد الاتحاد الألماني في أمر مشاركة سامي في المونديال، رغم شروعه في الفترة الأخيرة عملية التأهيل دون تحديد الموعد النهائي للاندماج في التدريبات الجماعية، سواء مع ناديه ريال مدريد أو مع منتخب بلاده ألمانيا. كيفن ستروتمان يغيب عن الطاحونة الهولندية وبدوره، فإن المنتخب الهولندي سيغيب عنه وسط ميدان نادي روما الإيطالي، كيفن ستروتمان، في مونديال البرازيل 2014، بعد تعرضه لإصابة خطيرة في الرباط الصليبي في مواجهة فريقه لنادي نابولي ضمن الدوري المحلي، وبعدها شرع في إجراء الفحوصات الطبية عن طريق التقنية الجديدة المعروفة باسم “أشعة الرنين المغناطيسي”، وهناك تأكد الطاقم الطبي من حجم خطورة الإصابة قبل إرسال التقارير للطاقم الطبي لمنتخب هولندا، حيث أعلن مدرب “الطواحين”، لويس فان غال، في تصريحات صحفية، عن غياب ستروتمان عن منتخب بلاده بسبب الإصابة، وقال: “لقد ساهم كيفن بقوة في بلوغنا نهائيات كأس العالم في البرازيل، لكن المأساة إليه أن حلمه اندثر الآن”. والكوت غير معني مع منتخب بلاده انجلترا يضم المنتخب الانجليزي لاعبا آخر انضم إلى قائمة ضحايا إصابة الرباط الصليبي، هو جناح نادي أرسنال الخطير، ثيو والكوت، بعد تحديد الطاقم الطبي راحة لمدة ستة أشهر على الأقل من أجل استرجاع عافيته من جديد، وهذا مباشرة بعد نهاية مباراة فريقه أمام نادي توتنهام ضمن منافسة كأس الاتحاد الانجليزي، حيث وبعد إجراء الفحوصات الضرورية تبين بأن إصابته تتمثل بقطع في الرباط الصليبي لركبته اليسرى، حيث شكّل غيابه صدمة حقيقية لمدرب المنتخب الانجليزي روي هودجسون، نظرا لمكانة والكوت، البالغ من العمر 24 سنة، في منتخب بلاده، ومباشرة بعد إصابة والكوت تذكر الإعلام الانجليزي ما حصل لمهاجم نادي أرسنال إيان رايت، الذي حرمته أيضا إصابة الأربطة الصليبية المتعاكسة من مشاركة بلاده في مونديال فرنسا سنة 1998. إيطاليا ستحرم من هدافها جوسيبي روسي ولم يخرج المنتخب الإيطالي، بقيادة مدربه برانديللي، عن القاعدة بسبب وجود لاعب في صفوفه يعاني من إصابة الرباط الصليبي قد تحرمه من المشاركة رسميا في مونديال البرازيل، ويتعلق الأمر بهداف نادي فيورنتينا جوسيبي روسي، الذي سبق له التألق كثيرا في المواسم الأخيرة مع نادي فياريال الإسباني، حيث تعرض روسي إلى تدخل خشن من قبل أحد مدافعي ليفورنو في مباريات الدوري المحلي، وسارع إلى إجراء العلاج المكثف حتى لا يبتعد كثيرا عن المنافسة، خاصة وأنه توقف في مسيرته الرياضية سنتين كاملتين بسبب إجرائه لعمليتين جراحيتين على مستوى الأربطة الصليبية. وفي آخر تصريحات روسي أكد بأن ما يشغله حاليا هو التعافي من إصابته دون الاهتمام كثيرا بأمر مشاركته من عدمها في دورة البرازيل المقبلة. رئيس كولومبيا يزور فالكاو الغائب عن المونديال ومن أبرز اللاعبين الذين ستحرم مئات الملايين من عاشقة الكرة المستديرة من متابعة فنياتهم في مونديال البرازيل القادم نجد المهاجم الكولومبي رداميل فالكاو، الذي تعرض لتمزق عضلي في مباراة فريقه موناكو الفرنسي ضمن الدور 32 من منافسة الكأس أمام المنافس مونتس بعد تعرضه لتدخل عنيف، حيث استدعت منه التوجه سريعا نحو البرتغال لإجراء عملية جراحية والبقاء لمدة تفوق ستة أشهر كاملة بعيدا عن الميادين حتى تلتئم الجروح من جديد. وصنعت إصابة فالكاو الحدث في كولومبيا، إلى درجة قيام رئيس هذا البلد، خوان مانويل سانتوس، بزيارة قصيرة إلى البرتغال من أجل الاطمئنان على حالته الصحية، وبدورهم فإن الآلاف من الكولومبيين لم تعد تهمهم آخر أخبار استعدادات منتخب بلادهم لمونديال البرازيل بقدر اهتمامهم حاليا بآخر الأخبار المتعلقة بمراحل علاج فالكاو، لأنهم يأملون في لحاقه بمباريات المونديال. يبدة وقادير ومغني ذاقوا مرارة الإصابة وبدورهم، فإن بعض لاعبي المنتخب الوطني الأول تعرضوا في السابق مع أنديتهم الأوروبية لإصابات الأربطة الصليبية المتعاكسة، وتسببت لهم في الابتعاد عن الميادين لفترات طويلة، ويتقدمهم وسط الميدان حسان يبدة عندما كان ينشط في نادي غرناطة الإسباني في لقاء ريال سوسيداد، حيث ابتعد عن المنافسة لمدة طويلة جدا ما تسبب في تراجع مستواه المعروف عنه قبل قرار احترافه نحو البطولة الايطالية، واللاعب الثاني الذي تعرض لنفس الإصابة هو قادير فؤاد عندما كان ينشط في نادي فالنسيان الفرنسي، حيث تسببت له الإصابة هو الآخر في الابتعاد لفترة طويلة عن الميادين قبل شروعه بعدها في عملية التأهيل وينجح في استعادة مستواه. ولا يزال الجمهور الرياضي الجزائري يتذكر جيدا الإصابة التي تعرض لها لاعب نادي لازيو روما الإيطالي مغني مراد وعدم نجاح الطاقم الطبي في ضمان العلاج النهائي لإصابته، وهو ما ضيع عنه المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا، بسبب عدم استعادة لعافيته ومستواه بسبب خطورة الإصابة التي كانت وراء توقف نشاطه الكروي.