أعلن أمن دائرة مقاطعة الدرارية في العاصمة أن فصيلة الشرطة القضائية التابعة له نجحت في الإيقاع بعصابة “الجلباب” المكونة من امرأتين ورجل، كانت تحترف السطو على محلات المجوهرات بشوارع وأحياء العاصمة منذ أشهر. العصابة كانت تصطاد ضحاياها من بائعي المجوهرات بعد تنويمهم بمخدر أو صعقهم بمسدس كهربائي لشلّ حركتهم. بعد رصد دام عدة أيام، نصب رجال الشرطة القضائية بالدرارية الكمين الذي تم الإعداد له بإحكام، بعد جمع كافة الأدلة حول هوية الجناة الذين حيّروا مصالح الأمن في المقاطعات العاصمية الأخرى، بالنظر إلى خفة وسرعة عمليات السرقة والسطو التي كانت العصابة تنفذها لتتمكن من السطو على مبالغ طائلة. الأمر يتعلق بكل من الفتاة المسماة “ل.ر”، 29 سنة، وشريكتها “م.ن”، 37 سنة، اللتين حاولتا السطو على محل مجوهرات وسط مدينة الدرارية، باستعمال قارورة غاز مسيلة للدموع. ولحسن حظ صاحب المحل، فإن أعين الشرطة كانت تترصد تحركات هاتين اللصتين اللتين اعترفتا بهوية زعيمهما المدعو “ط.أ”، 33 سنة، الذي يقوم بتحديد الأهداف بعناية، وتوفير الغطاء اللوجيستي المتمثل في المنومات وأجهزة الصعق الكهربائي والمساسيك البلاستيكية المستعملة في تثبيت عجلات السيارات، لتكبيل الضحايا للحد من مقاومتهم، إضافة إلى الأشرطة اللاصقة وأسلحة بيضاء خفيفة وقارورات الغاز المسيل للدموع. وحسب المحققين، فإن زعيم العصابة، وهو معتاد على الإجرام، كان يتنكر بأن يلبس جلبابا نسائيا أسود اللون لإبعاد الشبهة عنه ويخفي تحت الجلباب العتاد المستعمل في الاعتداء والتكبيل، فيما تتلخص مهمة الفتاتين في إغراء الضحايا وإثارة غرائزهم بتليين نبرة الحديث والإطالة في التفاوض إلى غاية التأكد من استسلامهم وبمجرد التمكن من ذلك تقومان بالاعتداء عليهم وسلبهم ممتلكاتهم. ويضيف هؤلاء أن إحدى الفتاتين اللتين تسكنان بضاحية باب الزوار، اعترفت في التحقيق بأنها تستعد للزواج بعد شهر رمضان، وأن شريكتها التي كانت سببا في دخولها عالم الإجرام وعدتها بمكافآتها بمبلغ عشرة ملايين سنتيم مقابل الانضمام للعصابة. وروى أحد المحققين ل”الخبر” أن إحدى الفتاتين تمكنت من الفرار والتحقت بعنوان إقامتها في باب الزوار، وبعد التأكد من سقوط شريكتها توجهت إلى مركز الشرطة وأودعت شكوى ضد المجوهراتي الضحية بتهمة محاولة اغتصابها، وهي الحيلة التي لم تنطل على المحققين الذين واجهوها بالأدلة المادية واعترافات شريكتها، فكان جزاؤها السجن. ويقول المحققون إن سجل هذه العصابة يحفل بجرائم السطو والاعتداء، مشيرين إلى أن زعيمها تعرض للتوقيف في شهر ماي الماضي، لكنه غادر الحبس المؤقت بعد أسبوع فقط من دخوله عن جنحة حمل سلاح محظور. ولأنه ليس في كل مرة تسلم الجرة، فإن جولات وصولات هذه العصابة توقفت في الدرارية بفضل العيون الساهرة لرجال الشرطة، رغم تنوع الأفعال الإجرامية وكثرتها.