يعود المركز الثقافي البريطاني بعد غياب عبر برنامج يرتكز على التبادل التعليمي، لماذا؟ يواصل المركز الثقافي البريطاني عمله في الجزائر منذ 1962، قبل أن يضطر لغلق فرعه سنة 1994 بسبب الظروف التي مرت بها البلاد، ثم يعود منذ سنة 2007 لممارسة دوره الثقافي بالتركيز على التبادل العلمي وإعطاء الفرصة للطلبة الجزائريين للاستفادة من فرص تعلم اللغة الإنجليزية. ونحن اليوم أمام مشروع كبير للدكتوراه في اللغة الإنجليزية، هو برنامج مهم بالتنسيق بين الحكومة البريطانية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر، حيث نمنح 100 طالب دكتوراه جزائري فرصة مواصلة الدراسة في بريطانيا، تدخل ضمن إستراتيجية وزارة التعليم العالي التي قررت التركيز على اللغة الإنجليزية، نظرا لأن اللغة الإنجليزية أصبحت ”اللغة الأكاديمية العالمية”، فأغلب الأبحاث الحديثة هي باللغة الإنجليزية الآن و«اللغة الإنجليزية هي لغة مهارات الحياة”. ونحن نحاول تحقيق هذا التواصل، وقد وقّعت السفارة البريطانية مع وزارة التعليم العالي على هذه الصيغة شهر جانفي الماضي، ومنذ ذلك الوقت أرسلنا حوالي 50 باحثا جزائريا للتواصل مع الجامعات، والبرنامج الأكبر مع وزارة التربية كمرحلة أولى، من خلال فتح ورشات التكوين من مستوى الابتدائي والمتوسط إلى الثانوي. كيف سيتم اختيار الطلبة ومن يتكفل بمصاريفهم في بريطانيا؟ دورنا الأساسي هو مساعدة الطلبة الجزائريين على التواصل مع الجامعات البريطانية، على غرار ”كينج أستون”، ”نوث أمبتون”، ”كانتربوري” وغيرها من الجامعات البريطانية الكبرى التي ستستقبل الطلبة الجزائريين. وصل هذا الأسبوع إلى الجزائر حوالي 7 دكاترة من أهم الأساتذة في جامعات بريطانية للعمل على هذا المشروع التكويني الضخم ومساعدة الطلبة على كيفية اختيار أبحاثهم. نحن نركز على ناحية العمل البحثية وآليات اختيار القرارات الصحيحة، وكيفية التسجيل في الجامعات البريطانية وهناك ”برنامج التأهيل للدكتوراه”. وبمجرد وصول الطلبة إلى بريطانيا، فإن القنصلية الجزائرية هي التي ستتكفل بمنحتهم التعليمية. لماذا التركيز على طلبة تخصص اللغة الإنجليزية فقط وما هي شروط الاستفادة؟ سيتم الاختيار من خلال المعايير التي سطرتها وزارة التعليم العالي الجزائرية، بالتركيز على الطلبة الحاصلين على ماستر في اللغة الإنجليزية في الجامعات الجزائرية. وعلى العموم، فإن اختيار الطلبة هو دور الجانب الجزائري، أما دورنا فهو مساعدتهم على اختيار الجامعات ومراكز التكوين، وهذا البرنامج سيخلق مئات حلقات التواصل العلمي بين الجزائر والثقافة الإنجليزية في السنوات القادمة، ومن المتوقع أن يتواصل البرنامج إلى سبع أو ثماني سنوات. كان هناك في سنوات السبعينيات والثمانينيات تواصل كبير جدا بين الجزائروبريطانيا في مجال التكوين العلمي. كان هناك في الثمانينيات آلاف الطلبة الجزائريين، لكن تراجع العدد بشكل كبير في سنوات التسعينيات، وأعتقد أن السبب يرجع إلى الأزمة الاقتصادية العالمية وأيضا الظروف الأمنية، وربما أيضا اختيار الجزائر التوجه نحو الخط الفرنكوفوني كان له تأثير في تراجع التواصل العلمي بين بريطانياوالجزائر، ولكن اليوم بعد إعادة فتح المركز الثقافي البريطاني، نسعى لزيادة التعاون لاسيما في مجال البحث العلمي وتحديدا اللغات. ما هي آخر الاستعدادات لإعادة فتح مركز تعلم اللغة الإنجليزية في الجزائر؟ لدينا برنامج مكثف حول منح الفرصة لأحسن الأساتذة المتخصصين في اللغة الإنجليزية بالتنسيق مع جامعة ”كام بريدج” البريطانية، وستكون هناك فرصة للمنخرطين للاستفادة من دورات في اللغة الإنجليزية تركز على الممارسة وليس فقط من خلال البعد الأكاديمي في التعلم، وسيكون المجال مفتوحا أمام مختلف الشرائح شباب وأطفال وغيرهم، كما أننا نستعد لتقديم دورات خاصة للمتخصصين في المؤسسات الاقتصادية لتكوين فريق عمل يتقن اللغة الإنجليزية بحرفية. نسعى أيضا إلى أن يكون المركز ثقافيا متعددا وليس فقط مدرسة، حيث سنركز في المرحلة القادمة على تقديم عروض فنية وغيرها أمام جمهور المركز الذي سيكون في الجزائر العاصمة، كمرحلة أولى، على أمل أن نصل إلى فتح فروع أخرى في المدن الكبرى، على غرار المراكز الثقافية البريطانية المتخصص في اللغة الإنجليزية الموجودة في تونس ومصر والمغرب وغيرها من الدول العربية. منذ توليكم منصب مدير المركز الثقافي البريطاني بالجزائر، كيف تقيّم المشهد الثقافي في البلد؟ تم تعييني منذ حوالي ثمانية أشهر. الجزائر غير معروفة بالنسبة للبريطانيين. عندما وصلت لأول مرة قمت بزيارة بعض الولايات التي أسمع عنها كوهران، عنابة، باتنة وتيزي وزو، لأن الجزائر بلد كبير جدا، مازلت في البداية لاكتشاف البلد. بالنسبة لي الشيء الأهم الذي وجدته في الجزائر هو حسن الاستقبال والتواصل لدى المجتمع الجزائري، أيضا رغبتهم العالية في التعرف على الثقافة الإنجليزية. بالعود إلى مشاركتكم في المهرجان الثقافي الأوروبي في الجزائر، لماذا اخترتم فرقة ”الهيب هوب” لتمثيل بريطانيا؟ نسعى كمركز ثقافي بريطاني للتواصل مع العديد من المهرجانات في الجزائر، وبالنسبة لاختيارنا مغني ”الهيب هوب” البريطاني ”أكالا” وهو من أصول إفريقية، لأنه يعتبر واحدا من أهم مغني ”الهيب هوب” الشباب في بريطانيا، حيث يركز على أشعار وليم شكسبير، وشارك في عديد المهرجانات العالمية، كما يقوم بدور فعال تجاه العمل الجمعوي في بريطانيا، وعمل مع ”بي بي سي”، واختيارنا يرجع إلى أننا نعتقد بأن ”الهيب هوب” أصبح ثقافة شعبية لدى الشباب، كما نود إبراز التنوع الثقافي في المجتمع البريطاني وربط التواصل مع الشباب الجزائري مع ”المغني أكالا” الذي يملك العديد من أفكار التحدي، وهو من أفضل الفنانين الشباب البريطانيين. وأعتقد أيضا أن ”الهيب هوب” أصبح ثقافة عامة لدى الجزائريين، لهذا قررنا أن نعطي الشباب الجزائري المولع ب”الهيب هوب” فرصة لعقد دورة تكوينية مع ”أكالا”.