لا تزال حظوظ الحكم الدولي الجزائري جمال حيمودي قائمة لإدارة مباراة على الأقل فيما تبقّى من عمر مونديال 2014 بالبرازيل، ما دام متواجدا، إلى غاية كتابة هذه السطور، في بلاد ”السامبا” بعد مغادرة عديد الحكام عين المكان بطلب من لجنة التحكيم التابعة ل”الفيفا”. ويأتي هذا الاعتبار بعد إدارته لثلاث مباريات كبيرة بطريقة جيدة، حيث يكفيه شرفا أنه كان الأفضل قاريا في المونديال، حيث أدار الثلاثي الذي يقوده الإيفواري نوما دياز لقاءين فقط، رغم نجاحه في مهمته، في حين اكتفى ثلاثي الحكم الغامبي جاساما بكاري بإدارة مباراة واحدة، وهي معطيات تؤهل الحكم جمال حيمودي لإدارة مباراة أخرى، حتى لو كانت مقابلة الترتيب. والغريب في الأمر، أن جمال حيمودي يبقى مصرّا على الاعتزال، عقب نهاية العرس العالمي، رغم بقاء سنة واحدة عن السن القانونية للتحكيم، باعتباره من مواليد 1970. وحسب ما علمناه من مصدر مطلّع في عالم التحكيم الوطني والقاري، فإن حيمودي أسرّ إلى بعض مقرّبيه بأن قرار ابتعاده عن الميادين لا رجعة فيه، رغم أن الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم كانت تأمل في تواجده في الدورة القادمة لنهائيات كأس أمم إفريقيا، المقرّرة بالمغرب في جانفي 2015، لرفع مستوى التحكيم في هذه الدورة، مما يطرح عدة تساؤلات، في ظل اللياقة التي يتمتع بها حيمودي في الوقت الراهن. وفي هذا الصدد، تشير بعض المصادر إلى أن ابن مدينة غليزان يكون قد تلقى ضمانات من ”الكاف” ليكون عضوا في لجنة التحكيم، ما اضطره إلى الاقتداء بزميله السابق السيشيلي إيدي مايي، الذي فضل، عقب مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، الاعتزال، رغم بقاء عام عن السن القانونية، ليتم إدراجه ضمن لجنة التحكيم. للتذكير، لم يسبق لحكم دولي جزائري وأن أدار ثلاث مباريات في كأس العالم، حيث اكتفى بلعيد لاكارن بإدارة لقاء واحد فقط كجكم رئيسي في مونديال إسبانيا عام 1982، وآخر كحكم مساعد، في حين شارك محمد حنصال في مونديال إيطاليا 1990 دون تعيينه لإدارة أي مباراة، وهو ما حدث كذلك للحكم محمد بنوزة في مونديال جنوب إفريقيا 2010، لكن بسبب ضعف لياقة مساعديه الجزائري شعبان والمصري.