فجرت التعاليق الغاضبة صفحات الفايسبوك التي غابت عنها صور محاربي الصحراء لتعوّضها صور الشهداء الذين عادوا هذا الأسبوع، “ليشهدوا على الفضيحة والذل والعار”، في إشارة إلى مشاركة وفد جزائري في احتفالات فرنسا. واعتبر هؤلاء أن محاولة “إيهام” الجزائريين بأن حضور الوفد الجزائري هذه الاحتفالات تخليدا لذكرى الجنود الذين ماتوا في الحربيين العالميتين الأولى والثانية، “ذرّ للرماد في الأعين”، فعلّق أحدهم على صورة يظهر فيها الجنود الثلاث وهم حاملين الراية الوطنية بالشانزيليزيه “شهداءنا وغيرهم الآن يتقلبون في قبورهم ويتألمون للخزي والعار الذي ألحقه بنا جماعة بوتفليقة، أما نحن الشعب يجب أن ندفن أنفسنا أحياء لدرء العار والفضيحة”. وعلق آخر على صورة يظهر فيها “الحركة” الذين وقّعوا حضورهم “طبعا” في الاحتفالات، “هكذا زال كل المجد والتضحيات التي قام بها شهداءنا الأبرار، وزالت القيمة الروحية للثورة وشرف الجهاد في الثورة مادام أن الجندي والحركي واقفين في نفس المكان”. وتداول الفايسبوكيون عدة صور لشهداء ومجاهدي ثورة التحرير، أمثال العربي بن مهيدي وعلي لابوانت وعميروش وهم بين أيدي جلاديهم، وصبت التعاليق التي تفاعل معها رواد موقع التواصل الاجتماعي مع هذه الصور في نفس الاتجاه، نذكر منها “خدعتونا وسرقتم ثورتنا”، “قمتم ببيع دماء الشهداء وخنتم تضحياتهم”، “سامحنا يا بن مهيدي، سامحنا يا علي لابوانت، وعميروش ووو، لو كنتم تعلمون أن هذا ما سيحدث في عهد ارفع راسك يا ابا ما كانت دماءكم ذهبت هدرا”. بينما اختصر آخر الحدث الذي أرخّ لمشهد جديد في صفحة تاريخنا، حسب الفايسبوكيون، بعبارة واحدة حوّر فيها كلمات الأغنية الشهيرة للراحل عبد الرحمان عزيز التي قدمها غداة الاستقلال، من “يا محمد مبروك عليك الجزائر رجعت ليك” إلى “يا ديغول مبروك عليك الجزائر رجعت ليك” مردفا أن هذه “نتيجة 15 سنة من حكم فخامته والآت أعظم”. وذهب آخرون أبعد من ذلك، إذ تداولوا صورة تظهر فيها الراية الوطنية وقد تغيّر اللون الأخضر فيها إلى الأزرق، أحد الألوان الثلاثية للراية الفرنسية، وعلقوا عليها “بأن هذا هو العلم الجزائري ابتداء من 14 جويلية 2014..فيا ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا”.