إنّ المتصفّح لكتب التّاريخ يقف حتما عند صفحة مجّد التّاريخ سطورها مكتوبًا بأنامل علماء ”مَجَّاجَة” الّذين طرقوا المجد من أبوابه الواسعة فنبغوا في شتى العلوم الدّينية والعلمية كالتّفسير والقراءات والحديث، وكلّ هذه العلوم كانت تُدرَّس في معهد مجاجة ”زاوية سيّدي امحمّد بن عليّ أبهلول المجّاجي” بمدينة الشلف. تأسّست زاوية سيّدي محمّد بن عليّ أبهلول المجّاجي في أوائل القرن العاشر هجري، والفضل يعود إلى الشّيخ سيّدي عليّ أبهلول المجّاجي، حيث تولّى رعايته سيّدي أحمد بن يوسف أبهلول، وساهم في تعليمه وتلقينه الطّريقة الشّاذلية وأرشده إلى تأسيس الزّاوية. خلفه ابنه الشّيخ محمّد بن عليّ أبهلول الّذي كان يُسافر من أجل العِلم بالغًا الصّحراء وصولًا إلى ورڤلة، وهناك أنشأ زاوية عرب سيّدي سعيد الشّاذلية والقادرية، ليعود بعد هذا المشوار إلى مكانه بالشلف بزاويته الّتي قام عليها ساهرًا ومعلّمًا حتّى مات وخلفه أخوه سيّدي أبو عليّ. يُذكَر أنّ الشّيخ سيّدي محمّد بن عليّ، وُلد بمنطقة النّخلة وهي قرية لا تبعد كثيرا عن مقر زاويته بمجّاجة سنة 945ه -1538م، أي القرن الحادي عشر هجري الموافق للخامس عشر ميلادي، من أب يعدّ مربيًا ومعلّمًا، معروف ببركة عظيمة ودعاء مستجاب.