لُقِّب بشيخ الإسلام، ويرجع أصل أسرة الشيخ أبي عثمان سعيد بن إبراهيم الجزائري إلى مدينة قدورة القريبة من جزيرة جربة على الساحل التونسي، هاجرت أسرته في القرن العاشر الى الجزائر واستقرت بعاصمتها، ولد بمدينة الجزائر حوالي سنة 979ه. تلقّى العلم على يد الشيخ محمد بن أبي القاسم المطماطي، وتوفيا والديه سنة 1001ه، وبعدها سافر إلى زاوية الشيخ العارف بالله أبي علي بن أبهلول المجاجي الواقعة قرب مدينة تنس. وبعد ثلاث سنوات من الدراسة في الزاوية أي سنة 8001ه، يقع حادث مؤلم أثّر أيّما تأثير في حياته، إذ قام رجل نقم من فتوى لمحمد أبهلول يحرم فيها عليه الزواج من سيّدة غاب زوجها، فطعنه بخنجر ظلّ حيًا بضع ساعات ولفظ أنفاسه بعدها بين يدي تلميذه سعيد قدورة، فتأثّر من هذا الحادث، فرثى شيخه بقصيدة اعتبره فيها شهيد العلم. تابع بعدها دروسه على يد الأخ الآخر لشيخه علي قبل أن يعود إلى الجزائر ليتّصل بشيخه المطماطي الّذي عاد من الحجاز يدرّس في الجامع الكبير، ثمّ سافر إلى تلمسان سنة 2101ه ليتتلمذ على الشيخ سعيد المقرّي، ثمّ إلى صحراء فجيج وتافيلالت وسجلماسة وواحة توات وفاس، وبقي يطلب العلم حتّى سنة 9101ه حيث دامت غربته أكثر من سبع 70 سنوات قبل أن يعود إلى الجزائر. عاد من غربته ليجد شيخه المطماطي يعاني من المرض الشّديد فيعيّنه خليفة له للتّدريس بالجامع الكبير ووكيلاً لأوقافه، وبعد اشتهار أمره عيّن مفتيًا للمالكية ابتداء من سنة 8201ه، وقد ظلّ في هذا المنصب المهم والخطير حتّى وفاته سنة 6601ه، الموافق لسنة 6561م، وحضر جنازته خلق عظيم يتقدّمهم الباشا حاكم الجزائر والعلماء والمشايخ.