تتسارع وتيرة المساعي الدبلوماسية في محاولة لإنهاء العدوان الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة المحاصر، حيث ذكرت تقارير إخبارية أمس أن الزيارة التي شرع فيها أمس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى منطقة الشرق الأوسط تهدف إلى التوصل إلى أرضية توافق بين حركة المقاومة الإسلامية والسلطات الإسرائيلية للتوصل إلى هدنة تُنهي العدوان، فيما نقلت وكالة ”رويترز” الدولية نقلا عن مصدر دبلوماسي قطري أن أمير دولة قطر بادر بوساطة بين قيادات حماس في الخارج، وفي مقدمتهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل المقيم في قطر، وشخصيات سياسية غربية تقوم هي الأخرى بدور الوسيط لدى السلطات الإسرائيلية. وأشارت ”رويترز” نقلا عن ذات المصدر أن قطر قدمت للوسيط الثاني لائحة بمطالب حركة حماس، في تأكيد على أن الأسبوع الحالي سيشهد سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية بداية من لقاء رئيس السلطة الفلسطينية مع خالد مشعل في العاصمة القطريةالدوحة، في محاولة، على أن تتواصل اللقاءات بين عباس والأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وفي السياق، أكدت تقارير إخبارية واردة من قطر أن مسألة الوساطة لإنهاء العدوان على القطاع المحاصر باتت في حد ذاتها تمثل مشكلة بالنسبة للعديد من الدول العربية، بعدما رفضت حركة المقاومة الإسلامية المبادرة التي تقدمت بها السلطات المصرية، معتبرين أنها جزئية ولا تناقش مسألة رفع الحصار، الأمر الذي دفع بخالد مشعل رفض مقابلة الرئيس محمود عباس في القاهرة، في إشارة منه لرفضه الوساطة المصرية. ويرى المراقبون أن موضوع الوساطة بات يهدد صف المقاومة، باعتبار أن حماس أعلنت صراحة رفضها المبادرة المصرية، فيما أكدت حركة الجهاد الإسلامي قبولها بالوساطة المصرية، على حد تأكيد القيادي بالحركة خالد البطش، ويضيف المتابعون للملف الفلسطيني أن الخلافات الفلسطينية الداخلية والأزمة بين قطر ومصر على خلفية الإطاحة بالرئيس محمد مرسي وإعلان حركة الاخوان المسلمين تنظيما ”إرهابيا” ألقى بظلاله على الأحداث في غزة والعدوان المرتكب في حق المدنيين. فقد أعلنت مصر أنها لن تقوم بتعديل مبادرة وقف النار التي بادرت بها، في حين شددت حماس على رفضها للمبادرة ما لم يتم إجراء التعديلات التي طالبت بها، لتتجه الأنظار إلى الوساطة القطرية المقرر أن يتم تحديدها خلال بحر الأسبوع. إلى ذلك، جددت الولاياتالمتحدةالأمريكية موقفها المتواطئ مع إسرائيل المتهم لحركة حماس على أنها السبب في العدوان المرتكب في حق المدنيين، فقد ألقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري اللوم على حركة حماس في النزاع الدائر حاليّا في قطاع غزة، باعتبار أنّها رفضت وقف إطلاق النار.