عجزت المساعي الدولية عن وضع حد للعمليات العسكرية التي تقودها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث تواصلت الغارات الجوية لليوم السادس على التوالي، لترتفع بذلك حصيلة القتلى إلى 90 فلسطينيا، في ظل تعثر المفاوضات بين حماس وإسرائيل. قصفت إسرائيل عشرات المواقع المشتبه بها للنشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم الإثنين، وتراجعت الهجمات الصاروخية من القطاع. وقال مسؤولون طبيون إن عشرة مدنيين قتلوا إلى جانب اثنين من القادة الميدانيين من حركة الجهاد الإسلامي وأصيب 30 فلسطينيا آخر في غارات جوية جديدة ليرتفع بذلك عدد القتلى إلى 90 قتيلا خلال الاشتباكات التي استمرت ستة أيام، وعلى الصعيد الدولي دعا رئيسا الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني والإيطالي ماريو مونتي إلى التهدئة ووقف النار في غزة، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك في الدوحة الإثنين. وقال مونتي ”بالنسبة لغزة، فنحن قلقون جدا من تصعيد العنف هناك ونحن في تواصل مع الرئيس المصري مرسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو والسلطة الفلسطينية وأمير قطر رئيس الوزراء، ويجب أن يتم التوصل بأسرع وقت لوقف إطلاق النار وان يتحقق ذلك على نحو يسمح بانطلاق عملية السلام في أسرع وقت. ومن جهته، قال الشيخ حمد بن جاسم ”هناك وضوح لنا أن ما يجري في غزة غير مقبول عربيا من الجميع، والواضح أيضا الآن هو أن وجهات النظر على الأقل العلنية واضحة في الوقوف هذا الموقف”. وشهدت عدة دول في آسيا وأوروبا مظاهرات شعبية نددت بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ودعت العالم للتدخل لوقفه، وإنهاء الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات. من جهة أخرى، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) نبيل شعث أن هناك تنسيقا كاملا بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل بشأن المفاوضات الجارية حاليا لوقف إطلاق نار شامل بين إسرائيل وفصائل المقاومة في قطاع غزة، وقال شعث في اتصال هاتفي مع وكالة أنباء ”معا” الفلسطينية من القاهرة إنه التقى مع مشعل ونائبه موسى أبي مرزوق وأطلعاه بشكل كامل على مجريات المفاوضات التي تجري حاليا بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصرية ، وكشف شعث أن خالد مشعل أبلغه أن المفاوضات دخلت مرحلة جادة لوقف إطلاق النار، لكنه استبعد في الوقت نفسه أن يتم تحقيق ذلك خلال الفترة القليلة المقبلة لأن هناك شروطا تفرضها إسرائيل وهي لا تريد أن تلتزم بشروط حماس والفصائل. وأكد شعث أن تركيا وقطر تشاركان بقوة في المفاوضات، ولكن كل شيء يجري من خلال الرئيس المصري محمد مرسي.