الزفاف الأكثر إثارة في الأراضي المحتلة جمع بين الشاب الفلسطيني محمود منصور واليهودية مورال مالكا التي أسلمت قبل سنوات لتتزوج من خطيبها، في حفل تم بسلام وسط حراسة مشددة للأمن والشرطة الإسرائيلية، خوفا من انزلاق يؤدي إلى اصطدامات بين المتظاهرين خارج القاعة الذين انقسموا إلا نصفين، شطر يدعم العروسين وآخر يهاجمهما. وكان الكثيرون في مدينة يافا والأراضي المحتلة، قد توقعوا أن لا يتم هذا الزواج المختلط بعد تهديدات نشطاء من اليمين المتطرف بمنع مورال من الزواج ممن دق له قلبها وقررت ترك دينها لتكمل حياتها مسلمة إلى جانبه، حيث دعا هؤلاء إلى منع الزفاف بعد أن أطلقوا حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، معلقين ”جريمة حدثت في إسرائيل”، ”نحن لن نصمت وسنأتي للاحتجاج، تعالوا مع لافتات ومكبّرات الصوت، باسم الإله سنفعل ذلك وسننجح! شاركوا الجميع! مع الأسف هذا حقيقي”. الحملة بادرت بها منظّمة ”لهفاه”، والتي تعمل على منع الزواج والعلاقات بين اليهود والعرب، وخصوصًا اليهوديات مع المسلمين. لكن موجة الرفض هذه قابلها ترحيب كبير من يهود باركوا ارتباط مورال ومحمود وانتظروهما خارج القاعة رافعين لافتات عليها صور قلوب، تهاني وتبريكات، وتم نشر صورهما على شبكات التواصل الاجتماعي. كما نشر الفيديو الذي يُظهر العروس وهي متوجهة إلى بيت العريس أيضًا، وحظي بمئات ”اللايكات”، وأيضًا بطاقات تهنئة مكتوب عليها ”مبروك” ”بالتوفيق” للزوجين الشابين بالعربية والعبرية. وكشف هذا الارتباط بين شابين ينتميان لشعبين يجمع بينهما عداء كبير، بأنه ليس الأول من نوعه، حيث راح العديد من الفايسبوكيين يروون تجاربهم الشخصية وقصص لمعارفهم عاشوا نفس قصة مورال ومحمود، إذ شاركت واحدة من النساء صورتها العائلية التي تجمعها بعائلة زوجها، وكتبت متوجهة إلى أعضاء الجماعة التي طالبت بوقف الزفاف: ”هذه صورة عائلية أنا بالفستان الأحمر، على يميني ابني ”مي” وعلى يساري شقيقة زوجي، سميرة وإلى جانبها ابنتها ”عدن”. الرجل الوسيم الذي يقف إلى جانب ابنتي هو زوجي منذ 21 عاما، فؤاد، وإلى جانبه حماتي ”أمينة” وهي تعانق ابني ”آدم”. هل فهمتم؟ لا يمكنكم إطفاء هذه النار!.. بالمناسبة، أنا يهودية وزوجي مسلم”. وكتبت أخرى عن قصة زواج اليهودية ياسمين افيسار من أسامة زعتر قبل عامين، بعد أن جمعت بينهما قصة حب كبيرة، حيث التقيا في عملهما بجمعية للرفق بالحيوان على الحدود بين القدس والضفة الغربية المحتلة، وارتبطا رغم أن إسرائيل لم تمنحهما حق الإقامة في أراضيها، فعاشا في مدينة رام الله بالضفة الغربية لكن بصفة مؤقتة. وكتبت امرأة أُخرى تقول: ”أنا عينات يفت شقحة، أمي من مواليد حيفا، من أصل أشكنازي وأبي من مواليد القدس، تزوجت من جورج، عربي من مواليد القدس وحفيد حفيد حفيد.. مواطنين من هذه البلاد. هو لم يعتنق اليهودية وأنا لم أبدّل ديني. دون ضجة ولا صخب ودون الخوف من العنصريين المتوحشين”. بالمقابل، ورغم محاولات البعض تجميل خلفية صورة الخلاف العربي الفلسطيني بعلاقات حب تنسج بين يهود وعرب، إلا أن هذا يعني أنه يمكن لليهود والفلسطينيين العيش بسلام في أرض يمكنهم أن يتقاسموها كما يطالب دعاة السلام، ولعل الدليل في قصة الزواج هذه نفسها، ففي الوقت الذي أكّد محمد، والد العريس قبل الحفل قائلا: ”نحن لا نخاف من شيء. المظاهرة لا تؤدي إلى شيء، سيأتي جميع المدعوّين لمشاركتنا فرحتنا في حفل الزفاف. أنا فخور بابني العزيز، وسنستمر في أن نكون بجانبه مدى الحياة” ووافقته والدة العروس عن دعمها للزوجين واختيارهما، إلا أن والد العروس عارض العلاقة واختار ألا يأتي إلى يوم الزفاف وفضّل أن يقطع علاقته بابنته التي لم ترتبط بفلسطيني مسلم فحسب، بل تركت يهوديتها واعتنقت دين زوجها.