استقبلت ولاية الطارف، في ظرف قياسي لا يتجاوز الأسبوعين، قرابة مليون مصطاف وأكثر من 250 ألف سائح من مختلف ولايات الوطن تجاه تونس والعودة منها، وهو الرقم الذي لم تشهده السنوات السابقة، بحكم التدفق الجماعي في فترة واحدة مباشرة بعد انقضاء شهر الصيام. كشف الملازم الأول، رئيس خلية الاتصال بالوحدة الولائية للحماية المدنية في الطارف، ل«الخبر”، بأن مصالحه المؤطرة للشواطئ أحصت 955200 مصطاف للفترة الممتدة من اليوم الثاني لعيد الفطر إلى 15 أوت، وهو العدد القياسي الذي كان يسجل على مدى شهر، مبررا هذا الزحف البشري في فترة زمنية واحدة بكون شهر جويلية تزامن مع شهر الصيام ووقتها الشواطئ خالية على عروشها. من جانبها، أحصت مصالح شرطة الحدود لمعبري أم الطبول والعيون، خلال نفس الفترة التي عقبت يوم عيد الفطر، زحف السياح الجزائريين من مختلف ولايات الوطن تجاه تونس بتعداد مسبوق بلغ معدله اليومي 15 ألف شخص ويزداد ضراوة يومي العطلة الأسبوعية “الجمعة والسبت”، إضافة إلى يوم الخميس، ليقفز إلى 18 ألف شخص في اليوم، وبذلك يصل مجموع العابرين إلى تونس في نفس الفترة إلى 230 ألف شخص مع 52 ألف سيارة، وتتضاعف حركة العبور بالاتجاهين متجاوزة 25 ألف شخص يوميا وسجل في مجموعها للأسبوعين الأولين من شهر أوت الجاري ما لا يقل عن 350 ألف شخص و118 ألف سيارة. وتتوقع مصادرنا تضاعف العدد خلال النصف الثاني من شهر أوت الجاري، وكلا الفئتين من زوار الطارف تستمتعان بسحر شواطئها الغابية العذرية البعيدة عن مصادر التلوث، وفضاءاتها الطبيعية من مكونات الحظيرة الوطنية في القالة ومنها على الخصوص المناطق الرطبة للبحيرات الثلاثة “الملاح، طونڤة والأوبيرا”، تضاف إليها الحمامات المعدنية بالجهة الجنوبية، التي يعرج لزيارتها والاستفادة من ينابيعها الحموية الاستشفائية آلاف الزوار. وحسب انتقادات المتتبعين لمجريات موسم الاصطياف والقطاع السياحي بهذه الولاية التي تتوفر على إمكانات سياحية متعددة: ساحلية، شاطئية، غابية وحموية استشفائية، فضلا عن كونها الرواق الدولي المفضل لدى ملايين الجزائريين المتنقلين إلى تونس، فإن إنعاش القطاع السياحي سجل فشلا ذريعا على مدار 30 سنة من نشأة هذه الولاية، حيث تبقى المواقع السياحية ذات المقاييس العالمية في حالة إهمال ودون استغلال إضافة إلى العجز الملحوظ في الإيواء يتجاوز 17 ألف سرير، يرجعها الكثيرون إلى عوائق المحظورات البيئية وغياب استثمارات سياحية جادة تناسب وتتماشى مع الطبيعة البيئية ولا تلحق بها الضرر. ويراهن آخرون من ذوي الاختصاص السياحي على أن ما تزخر به ولاية الطارف من إمكانات طبيعية للتنوع السياحي بإمكانها منافسة مدينة طبرقة التونسية في الجوار على بعد 30 كلم شرقي القالة، التي تستقبل وحدها سنويا آلاف السياح الجزائريين في مناسبات عدة يفضل الجزائريون أن يقضوها بطبرقة التونسية.