أوضح الخبير الأمني، الدكتور أحمد عظيمي، الذي طلبت منه “الخبر” قراءة حول تحركات عسكرية مغربية بمقربة من الحدود الغربية، أن “الإرهاب الليبي ليصل المغرب يقطع 1300 كلم، والكل يعلم، بمن فيهم المغاربة، أن تسلل مجموعة إرهابية بسهولة من ليبيا ووصولها إلى المغرب مستحيل لضربها، نظرا للإمكانيات الكبيرة التي يملكها الجيش الجزائري”. وقال الخبير الأمني “إن الهدف من وراء هذه التحركات المغربية يعود إلى سببين، أولا الضغط على الجزائر لفتح الحدود وإبلاغها بأنه (المغرب) مستعد لحرب مع الجزائر، اعتقادا منه أن الجزائر غير مستعدة لمواجهة عسكرية، لأن عددا كبيرا من القوات متواجد على الحدود مع ليبيا، ثانيا لإلهاء الشعب المغربي عن المشاكل التي يتخبط فيها النظام الذي لم ينجح في تلبية مطالبه، فيثير نزاعا مع الجزائر ويتهمها عند المغاربة بأنها سبب مشاكلهم”. وتأتي هذه التطورات في أعقاب إعلان وزارة الدفاع المغربية عن نصب “عدد من بطاريات الصواريخ والمضادات الجوية على شريطها الحدودي مع الجزائر، وفي منطقة “البيضاء”، و”نشر وحدات مماثلة في محطة “سامير”، أكبر محطة لتكرير البترول بالمحمدية، وثالثة قرب سد “الوحدة” بفاس، فيما “شهد الجرف المطل على الساحل الأطلسي بمدينة الدار البيضاء حركة غير عادية للقوات المسلحة المغربية، حيث قامت وحدات من البحرية الملكية، بنصب منصات إطلاق الصواريخ ومدافع مضادة للطائرات وأسلحة أوتوماتكية متنوعة، وتحديدا عند المنطقة المعروفة ب”العنق” بمحاذاة ميناء الدار البيضاء، الذي يعد الأكبر في المغرب”. في المقابل، تأتي هذه التطورات الخطيرة التي يمارسها المغرب كرد على تحركات الجزائر التي اتهمها بضلوعها “كطرف” في القضية الصحراوية، رغم توضيح الجزائر أن دورها لا يعدو كونها “ملاحظا”، حيث بعث الرئيس الصحراوي، محمد عبد العزيز، “برقية” تحذير إلى الأمين العام للأمم المتحدة، حول ما يصفها ب”المغامرة الخطيرة” في حق الشعب الصحراوي. وأفاد عبد العزيز، في رسالته مخاطبا بان كي مون: “أتوجه إليكم بهذه الرسالة بصورة عاجلة لأنقل لكم بالغ قلقنا وانشغالنا إزاء تطورات خطيرة جدا تشهدها الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، فمنذ زهاء الأسبوع، أدخلت الدولة المغربية قوات جيشها في الصحراء الغربية المحتلة، بمختلف تشكيلاتها البرية والجوية والدفاع الجوي، في حالة طوارئ قصوى. وقد نشر الجيش المغربي العديد من منصات الدفاع الجوي في مناطق مختلفة من الأراضي المحتلة”. وتابع الرئيس الصحراوي: “وفي تطور خطير وملفت، أقدمت الدولة المغربية على تجميع وحشد لجيشها، لا سابق له منذ توقيع وقف إطلاق النار بين الجيشين الصحراوي والمغربي في 6 سبتمبر 1991، هذا التجميع المكثف المريب يشمل مجمل قطاعات جدار الاحتلال العسكري المغربي في الصحراء الغربية، بالتركيز على محاور معينة، مثل قطاع الفرسية وقطاع قلتة زمور وقطاع آوسرد”. وقال الرئيس الصحراوي محذرا: “هذه التحركات وهذا التجميع المكثف، غير المسبوق وغير واضح الأهداف وغير المبرر بمنطق الأحداث، يجعلنا نتوجه إليكم بصفة مستعجلة لنعبر لكم عن عميق الانشغال من أن يكون الهدف غير المعلن هو إقدام المملكة المغربية على مغامرة خطيرة جديدة، وما يزيد من خطورة الموقف هو أن المملكة المغربية قد تبنت في الأشهر الأخيرة سياسة عرقلة ممنهجة وغير مقبولة لجهود الأممالمتحدة التي يقوم بها مبعوثكم الشخصي، السيد كريستوفر روس”. وواصل موضحا: “ووصل الأمر إلى إطلاق تصريحات خطيرة تشكك في مصداقية الأممالمتحدة وجهودها، بل وتلمح إلى إنهاء مهام بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، المينورسو، كما أن كل هذا يجري في وقت شددت فيه سلطات الاحتلال المغربي من قبضة الحصار على الأراضي الصحراوية المحتلة، في ظل انتهاكاتها المتواصلة لحقوق الإنسان هناك، وقامت بحملة متواصلة لطرد وإبعاد المراقبين الدوليين المستقلين من المنطقة”.