كشف رئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم، أن مستشفيات الجزائر “منتهية الصلاحية”، حيث أنها مُعرضة للانهيار أو حوادث الاحتراق في أي وقت، لأن الكثير منها هي بنايات جاهزة أنجزت في سنوات الثمانينات بطريقة استعجالية تستعمل خلال “مدة حياة محدودة”، إضافة إلى غياب الصيانة الذي أثر في جدرانها وأسسها. ويأتي تصريح محدثنا بعدما تم تسجيل عدة حرائق تسببت في إتلاف مستشفيات وتسجيل موتى وجرحى وحالات رعب وخوف، تكررت في أكثر من مصلحة استشفائية عبر الوطن، خاصة بين المستشفيات “الجاهزة” التي تم إنجازها قبل 30 سنة في ظروف استثنائية، كانت فيها الجزائر بحاجة إلى مستشفيات تبنى في ظرف قياسي، ورغم أنها أنجزت بمواصفات مقبولة إلا أن المسؤولين الذين تعاقبوا على تسييرها أهملوا عامل الصيانة الذي من المفروض أن يكون دوريا ومستمرا من أجل المحافظة على سلامتها ومقاومتها لمختلف الكوارث التي يمكن أن تقع، على غرار الزلازل والحرائق الناتجة في كثير من الأحيان عن شرارات كهربائية تنتقل بسرعة لتسبب خسائر مادية وبشرية معتبرة. وهذا الإهمال هو الذي يفسر الحوادث التي وقعت في المستشفيات الجزائرية خلال الأشهر الأخيرة، بعد أن أتت الحرائق على العديد من المصالح مثلما وقع، في شهر فيفري من بداية السنة الجارية، حيث نشب حريق بالطابق السلفي لمصلحة علاج أمراض الأطفال بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، تلاه حريق آخر في نفس الشهر في أجزاء من العيادة متعددة الخدمات في دائرة عين أمناس بولاية إليزي، بسبب شرارة كهربائية، وانتقلت النيران إلى مخبر التحاليل الطبية والإدارة، وتسبب الحريق في إصابة 3 أشخاص. وفي جوان الماضي، المؤسسة العمومية الاستشفائية “أحمد بوڤرة” بحاسي بحبح بولاية الجلفة، شب حريق مهول بمصلحة طب النساء بالطابق الثاني، أدى إلى إصابة عون صيانة يبلغ 47 سنة، بجرح عميق على مستوى الذراع الأيمن، وممرضة عمرها 34 سنة في حالة صدمة، وحالتي اختناق لمريضة عمرها 36 سنة ومرافقتها 69 سنة، وفي الخامس من شهر أوت الجاري اندلع حريق بمصلحة الولادة بمستشفى الخروب بولاية قسنطينة بإحدى قاعات الفحوص، قبل أن ينتشر إلى إحدى القاعات الأخرى، فيما أسفر حريق مهول في جزء من مستشفى “ابن سينا” بأدرار، أول أمس، عن إصابة عشرات المرضى بحالة من الرعب والهلع، بعد تواصل الحريق لأكثر من ساعتين، وامتداد الدخان السام إلى عدة أجزاء في المستشفى وتوقف أجهزة التكييف. وأضاف شلغوم، في تصريحه ل”الخبر”، أن هذا النوع من المستشفيات الجاهزة له مدة حياة محدودة، لا تتجاوز ال25 إلى 30 سنة في البلدان التي تعرف مناخا قاسيا، وتصل إلى أكثر من 50 سنة في البلدان التي تعرف مناخا معتدلا. وأكد المتحدث أن هذا النوع من البنايات يحتاج إلى صيانة دورية، وأن إهماله يجعله منتهي الصلاحية في مدة قياسية، خاصة عند وقوع الكوارث والحوادث المفاجئة، على غرار الحرائق، حيث أن جدرانها سريعة الالتهاب، وهو ما يجعل المقيمين بها عرضة للخطر في أي وقت، حيث أن الجزائر تتوفر على نوعين من البنايات، تلك التي أنجزت في الفترة الاستعمارية، وهي بنايات قديمة لم تشهد صيانة ولا متابعة منذ عشريات، ونفس الأمر بالنسبة للبنايات الجاهزة التي تحتاج أكثر من غيرها إلى صيانة دورية داخليا فيما يخص كوابل الكهرباء والغاز والماء وغيرها، لتفادي الشرارات الكهربائية والتسربات المائية التي تؤثر على قوة وصلابة الجدران، وكذلك بالنسبة للطلاء والترميمات اللازمة للجدران، حيث اتهم المسؤولين المتعاقبين على وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات ومديري الصحة ومديري المستشفيات بإهمال هذا الجانب، وبالتالي وقوع مسؤولية أي حاث على عاتقهم. من جهة ثانية، قال رئيس النقابة الوطنية لشبه الطبيين، غاشي لوناس، في تصريح ل”الخبر”، إن هذه الحوادث ناتجة بالدرجة الأولى عن تصرفات غير مسؤولة من طرف المسؤولين عن المستشفى، خاصة فيما يخص الصيانة الدورية، وأنها تعرض الطاقم الطبي والمرضى معا إلى خطر الموت. وأضاف أنه لا بد من معاقبة المسؤولين عنها. أما المستشفيات الجاهزة فلا يمكن ترميمها ولا البناء فوقها، وإنما يجب تهديمها لأنها منتهية الصلاحية وصارت تشكل خطرا على حياة المواطنين، مفيدا بأن مستشفيات جاهزة مثل القبة وزرالدة وغيرها، لا بد أن تهدم، لأن مدة صلاحيتها انتهت، وأن استقبالها للمرضى يعتبر تلاعبا بحياتهم وحياة الطاقم الطبي.