رغم التغيير الذي مسّ الطاقم الفني للمنتخب برحيل البوسني وحيد حاليلوزيتش والتحاق الفرنسي غوركوف في مكانه، إلا أن “الخضر” حافظوا على هيبتهم خارج الديار من خلال حصد ست نقاط لحد الآن خارج القواعد، بفوز على إثيوبيا في أول اختبار للتقني الفرنسي، ثم تكرار السيناريو نفسه أمام مالاوي، فلاعبو المنتخب الوطني اكتسبوا نضجا كبيرا وخبرة في أدغال إفريقيا. فلم تعد العوامل المناخية أو حتى الظروف الخارجية الصعبة التي تواجههم في خرجاتهم إلى إفريقيا، تعيقهم عن بلوغ أهدافهم وتحقيق الانتصارات، على غرار استفزازات المنافس وكذا التحكيم، بدليل أن مواجهة منتخب إثيوبيا جرت فوق أرضية ميدان كارثية تعيق تنقل الكرة من لاعب لآخر، كما تحصل اللاعبون على غرف تبديل ملابس سيّئة، ومع ذلك فرض رفقاء فغولي منطقهم وعادوا بكامل الزاد، مثلما كان عليه الأمر في المواجهة الثالثة من التصفيات في مالاوي، وعلى أرضية ملعب معشوشبة اصطناعيا وحرارة عالية، فالمدرب الوطني السابق البوسني وحيد حاليلوزيتش قالها في تصريحاته بعد خروجه المبكر من نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا، إن هذا المنتخب سينضج أكثر ويصبح من أقوى المنتخبات الإفريقية مستقبلا بعد اكتسابه الخبرة، وهو ما جعله يقول آنذاك إنه سيلعب من أجل التتويج القاري في دورة 2015 بهذا الجيل الجديد من اللاعبين. فالمدرب الفرنسي غوركوف وبفضل حنكته، استطاع لحد الآن الحفاظ على الإرث الذي تركه له البوسني حاليلوزيتش بعد المشاركة المشرفة ل”الخضر” في مونديال البرازيل، مترجما ذلك بثلاثة انتصارات في ثلاث جولات. ومما لا شك فيه، أن حجز المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف التأهل مبكرا سيفتح شهية الجزائريين لمطالبته بخوض دورة المغرب من أجل التتويج بها لا غير، خاصة وأن “الخضر” يتواجدون في المركز الأول إفريقيا، حسب تصنيف الفيفا، وهو المنتخب الوحيد الذي جمع تسع نقاط في ثلاث جولات.