شنت أحزاب سياسية ووسائل إعلام مصرية هجوماً لاذعاً على الرئيس السوداني عمر البشير، على خلفية تصريحاته الأخيرة حول منطقة حلايب الحدودية. أين أكد البشير على "سودانية" منطقة حلايب وشلاتين، مما ينبئ ببوادر أزمة سياسية بين البلدين ليست الأولى من نوعها. وقال سياسيون مصريون أن البشير يهدف إلى إرضاء الولاياتالمتحدة لتخفيف الضغط عليه عبر الوقيعة بين الشعبين المصري والسوداني. وقال محمد الشاذلي، سفير مصر الأسبق فى السودان، إن كل الأسانيد والحجج التاريخية والجغرافية تثبت أن حلايب جزء أصيل من الأراضي المصرية، مشيراً إلى أن مصر ليست في عزلة، لكن الرئيس السودانى عمر البشير نفسه هو من يعاني العزلة الدولية والداخلية ومطلوب للمحكمة الجنائية الدولية. أما ائتلاف الجبهة المصرية، فطالب القيادة السودانية بمراجعة مواقفها التى تتناقض مع تعهدات الرئيس السودانى، بالتأكيد على تطوير العلاقات بين البلدين، وتفعيل الاتفاقيات الثنائية التى تم ابرامها سابقا. وكان الرئيس عمر البشير قد أكد، في حوار له لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، أن السودان يمتلك الحجة على أن منطقة حلايب تقع ضمن حدوده الإقليمية. مؤكدا، في السياق ذاته، إلى أنه لن يلجأ إلى الحرب من أجل استعادتها. بل بالتحاور والتفاوض مع المصريين. مشيرا إلى أنه في حال العجز التام، فلن يكون أمامهم سوى التحكيم الدولي والأمم المتحدة. الأزمة السياسية بين الجانبية تعد الثالثة خلال هذه السنة وليست هذه المرة الأولى، خلال هذه السنة، التي تشهد فيها العلاقات السودانية – المصرية، هدا المستوى من التوتر. حتى وإن لم يصدر إلى الآن أي رد رسمي من الجانب المصري. وقد عرف شهر جانفي الماضي أجواء متوترة بين الجانبين، على خلفية مسؤولي البلدين بشأن "حلايب". أين صرح الرشيد هارون، المسؤول بالرئاسة السودانية، أن حلايب "سودانية 100 بالمائة". ولم تمر ساعات حتى جاء الرد المصري، على لسان بدر عبد العاطي، المتحدث باسم الخارجية المصرية، الذي أكد على مصرية منطقة حلايب وشلاتين. وكادت الأمور أن تأخذ منعطفا خطيرا، شهر ماي الماضي، بعد إعلان الخرطوم عن إرسالها قوة جديدة من الفرقة 101 مشاة البحرية، التي تسلمت مواقعها في منطقة حلايب، إضافة إلى تصريحات السفير السوداني في القاهرة أحمد العربي التي استنكرها الجانب المصري.