الجلسة انعقدت مساء يوم الخميس وتضمنت تصريحات الناخب الوطني السابق، بأن ابنه المدعو “س” تعرف على المتهمة بإحدى الشركات المختصة في تسويق المنتجات الإسبانية الصنع على المستوى الوطني، والتي عرضت عليه مشاركتها في مشروع تجاري يتمثل في اقتناء ألبسة رياضية. وعندما تأكدت المتهمة أن شريكها هو نجل الشيخ رابح سعدان، أخبرته بأن عدة دبلوماسيين، وعلى رأسهم سفير إسبانيا بالجزائر، يريدون الاستثمار في شراء عقارات وسكنات بإسبانيا. ولم تتوقف محاولة المتهمة عند التعامل مع نجل الشيخ سعدان، بل تعدتها إلى هذا الأخير، بعد أن سلمها مبلغا ماليا قدره 92 مليون دينار، أي ما يقارب 10ملايير سنتيم على دفعات، وذلك عندما عرفته على عدة مستثمرين ودبلوماسيين إسبان. كما كانت تتصل به بين الحين والآخر برقم مخفي وتكلمه باللغة الإسبانية منتحلة بذلك شخصية امرأة تسمى “ماريا انجل سواريز”، لإيهامه بأنها متواجدة خارج الوطن. “أموالي حلال.. عريتيني حرام عليك” ولكن بعد سنتين، تفاجأ الشيخ سعدان بأنه وقع ضحية نصب واحتيال هذه الشابة، ليقرر متابعتها قضائيا أمام محكمة بئر مراد رايس على أساس تهمة التزوير واستعمال المزور التي لا تزال قيد التحقيق. وصرح سعدان أن المتهمة سلبته جميع أمواله وهو حاليا لا يملك سوى مرتب تقاعده، مؤكدا بأنه ليس غنيا مثلما يظن الكثير من الناس، وأن المبلغ المسلوب منه من قبل المتهمة كان كل ما ادخره طيلة مشواره الرياضي والمهني، كما قال بالحرف الواحد “أموالي حلال.. عريتيني حرام عليك”، مخاطبا هيئة المحكمة بأن المتهمة هي المسؤولة الأولى عن اختفاء وفقدان أمواله، وكلما ذهب إلى المكتب الاقتصادي والتجاري الإسباني قدموا له وصولات ممضية ومختومة بالطابع الرسمي للسفارة الإسبانية. المتهمة: كنت مجرد وسيط من جهتها، صرحت المتهمة بأنها تعرفت على رابح سعدان عن طريق ابنه، بعد أن طلبت منها دبلوماسية إسبانية تدعى” ف. سيلفيا” أن تعرفها على شخص يمكنها من تحويل مبلغ 720 ألف أورو إلى الدينار الجزائري، بهدف تحويلها لأوروبا بطرق ملتوية، ودون التصريح بها لدى بنك الجزائر، مشيرة إلى أن الشيخ رابح سعدان ساعدها في ذلك، كما قالت إنها كانت مجرد وسيطة بينهما لتحويل الأموال. وحسب دفاع المتهمة، فإن موكلته مجرد مترجمة، والشبكة الإجرامية التي يقودها دبلوماسيون إسبان غادروا الجزائر بعد استلامهم للأموال من الشيخ رابح سعدان، مؤكدا بأن القضية دبلوماسية، وموكلته ما هي إلا كبش فداء، في الوقت الذي تم فيه التعتيم وحجب أسماء الشخصيات الدبلوماسية البارزة. وأضاف كاشفا أن ابن الشيخ رابح سعدان صرح أمام قاضي التحقيق بأن المترجمة مجرد ضحية، والمحتالون هم دبلوماسيون أجانب. بالمقابل، قال دفاع الضحية إن المتهمة أرادت تسوية الوضعية وديا بين الشيخ سعدان والدبلوماسية الإسبانية أثناء توجهها لمكتبه، وطلبت منهما أن يقدما لها مهلة لتتمكن من إعادة أموال سعدان. وأسدل الستار على المحاكمة بإرجاء الفصل في القضية إلى غاية النظر في قضية تزوير استطلاع البروتوكول الذي احتوى توقيع رابح سعدان المزور، ليلتمس وكيل الجمهورية تسليط عقوبة 5سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية نافذة بقيمة 100 ألف دينار، في حين قررت رئيسة الجلسة تأجيل النطق بالحكم إلى ما بعد المداولات القانونية.