لقي رب عائلة وزوجته حتفهما، عشية الأحد، الثاني من شهر نوفمبر، ساعات قليلة بعد احتفال الجزائر بستينية الثورة، إثر انفجار مميت وقع داخل خيمة كانت تأوي عائلة مجاهد من ولاية تيارت، والتي يمتهن أفرادها رعي الماشية ببادية بلدية العريشة في ولاية تلمسان، وبالتحديد بالمكان المسمى “الوجيرات”، قرب حاسي تبغلين بالحدود الغربية للبلاد، حسب ما أفادنا به رئيس بلدية العريشة في اتصال ب”الخبر”. وإضافة إلى الضحايا من القتلى، وهم الأب والأم، أصيب أربعة أشخاص، من بينهم طفلان بجروح متفاوتة الخطورة. وقد نقلا صباح أمس إلى مستشفى تلمسان للعلاج. وحسب المعلومات الأولية المستقاة من مكان الانفجار، فإن الأم المتوفاة، وهي في الثلاثينات من العمر، تكون قد حاولت استعمال لغم يدوي عثر عليه الأطفال في محيط الرعي، لأغراض منزلية، ما تسبب في الانفجار. وكان آخر حادث انفجار مميت قد وقع بالمنطقة سنة 2007، وأدى أيضا إلى وفاة شخصين من ولاية تيارات كانا يمتهنان الرعي بالمنطقة السهبية الحدودية المزروعة بألغام خطي “شال” و«موريس” اللعينين. من جهته قال حسين بلبشير، رئيس جمعية “الحياة” للمعاقين، وأحد المهتمين بملف ضحايا الألغام، في اتصال ب«الخبر”، إن منطقتي العريشة والعابد الحدوديتين تبقيان من أخطر المناطق المزروعة بألغام الاستعمار التي لم يتم بعد استكمال إزالتها من طرف الجيش الجزائري، طبقا لاتفاقية أوتاوا والتي حددت آفاق 2017 كأخر أجل لتطهير الأراضي من مخلفات الألغام التي زرعتها فرنسا بالمناطق الحدودية للجزائر. الحادث المأساوي خلف هبة تضامنية شعبية ورسمية مع العائلة الجزائرية الفقيرة التي قادها البحث عن الرزق من ولاية تيارت إلى ولاية تلمسان، فكانت الألغام الفرنسية في انتظارها في ذكرى ستينية ثورة نوفمبر. وتجدر الإشارة إلى أن وفدا رسميا من وزارة الدفاع الوطني، وبحضور رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، محمد الصغير باباس، وبعض ممثلي الهيئات الدولية المهتمة بملف الألغام، كان قد زار تلمسان، نهاية الشهر الماضي، أين عاين استلام “منطقة محررة من الألغام” ببلدية مرسى بن مهيدي الحدودية.