سلمت منظمة الشرطة الدولية “أنتربول” للجزائر “استمارات حمراء” عن جهاديين ومقاتلين يشتبه فيهم الانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، حيث تسمح هذه الاستمارات باعتقال المقاتلين لدى اجتيازهم الحدود. وينتظر “أنتربول” موافقة من الجزائر بهدف استخدام القاعدة البيانية للخطوط الجوية الجزائرية لتسجيل جوازات السفر المسروقة. أفادت مصادر عليمة ل”الخبر”، بأن الجزائر تسلمت من منظمة الشرطة الدولية “أنتربول”، في أعقاب اختتام الجمعية العامة السنوية للمنظمة، الجمعة الماضية، بمدينة موناكو الفرنسية، قائمة ب”استمارات حمراء” لأسماء وهويات جهاديين ومقاتلين في تنظيم “داعش”، بهدف توزيعها على المطارات والموانئ ونقاط الحدود التفتيشية، بهدف اعتقالهم عند عبورهم أي حدود، إلى جانب تدقيق جميع جوازات السفر ب”صفة منهجية” بمقارنتها بقاعدة بيانات الأنتربول لوثائق السفر المسروقة والمفقودة في مراكزها الحدودية. وذكر المصدر أن الجزائر تحصلت على معلومات دقيقة عن هويات هؤلاء الجهاديين والمقاتلين من 33 دولة في الأنتربول، تخص جميع أولئك الذين التحقوا بتنظيم “داعش” في سورياوالعراق، مضيفا أن الجهاديين حاملون لجوازات سفر، وعملية إلغائها صعبة جدّا، استنادا إلى أن منظمة الأنتربول كانت، منذ 13 سنة، تتبادل المعلومات عبر مكاتبها الدولية بصعوبة كبيرة، إلى غاية تحصين برامجها الإلكترونية السنة الماضية. وأوضح مصدرنا أن “الأنتربول” تقدم بطلب إلى الجزائر يرغب من خلاله الحصول على موافقة من السلطات العليا، على استخدام قاعدة البيانات التي تمتلكها شركة الخطوط الجوية الجزائرية، من أجل تسجيل جوازات السفر المسروقة التي يمكن استعمالها من طرف الجماعات الإرهابية، مشيرا إلى أن الجزائر أيضا حصلت على قاعدة بيانية بأكثر من 40 مليون وثيقة سفر تمتلكها منظمة الأنتربول، لمساعدتها على اعتقال المشتبه في انتمائهم للجماعات الإرهابية. في المقابل، ذكرت منظمة الشرطة الدولية “أنتربول” أن “الإرهابيين الذي يسعون إلى الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية وبالخصوص تنظيم “داعش” في سورياوالعراق، يسافرون على متن الرحلات البحرية السياحية، وذلك في أسلوب جديد للوصول إلى تلك التنظيمات والانضمام إليها”، وأضافت أنها “تمتلك حاليا قاعدة معلومات تتضمن 155 ألف سجل لمجرمين دوليين معروفين ومفقودين وجثث”. وأطلقت الشرطة الدولية “أنتربول” تحقيقات معمّقة مع 3 آلاف شخص في أكثر من دولة عبر العالم، بطلب من الجزائر، وذلك في أعقاب عثور المنظمة على إرهابي مشبوه كان مطلوبا من الجزائر، في أحد سجون مالي باسم مزوّر وأصدر بشأنه نشرية حمراء، نتيجة إجراء تحريات في قواعد بيانات الأنتربول أفضت إلى الكشف عن هويته الحقيقية. وأفاد الأنتربول بأن “التحريات التي أجريت في قاعدة بيانات الأنتربول لبصمات الأصابع، أفضت إلى حدوث تطابق يتعلق بشخص مسجل باسم مختلف عن اسم الشخص الذي صدرت بشأنه النشرية الحمراء بناء على طلب من الجزائر”، إضافة إلى “استخراج، لحد الآن، أكثر من 400 جيغابايت من البيانات من الهواتف والحواسيب المحمولة، تحتوي على تفاصيل الاتصال بما يقرب من 3 آلاف شخص، منهم حوالي 900 أجنبي، وقد أحيلت هذه البيانات إلى المكاتب المركزية الوطنية في البلدان المعنية لإجراء المزيد من التحقيقات”.