تجمع، صبيحة أمس، العشرات من أنصار “حزب الشعب” غير المعتمد، إضافة إلى مؤرخين وناشطين حقوقيين وأفراد من عائلة مصالي الحاج، الزعيم التاريخي لنجم شمال إفريقيا وحزب الشعب الجزائري، في الذكرى الواحدة والأربعين لرحيله، بوسط مدينة تلمسان. توجه المشاركون في التجمع، في مسيرة رمزية نحو مقبرة الشيخ السنوسي، حيث ووري الثرى جثمان مصالي الحاج في السادس من جوان سنة 1974، بعد وفاته في منفاه بباريس. وفي غياب ملحوظ للطبقة السياسية من منتخبين وممثلي الأحزاب، ترجل الحضور على أنغام “فداء الجزائر” النشيد الرسمي للحركة الوطنية، متوجهين نحو المقبرة، ليتلو بعدها أحد الشباب من ولاية الجلفة مقتطفات من رسالة مطولة لمصالي الحاج كتبها سنة 1936، في رسالة واضحة من أنصار الحركة الوطنية للرد على تصريحات للزعيم السابق للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، وصف فيها مصالي الحاج “بالحركي”. وتقول بعض مقتطفات رسالة مصالي التاريخية التي تليت في الذكرى 41 لوفاته: “يعتقد البعض منكم في الدعاية ضدنا أننا متطرفون متهورون في مطلب الاستقلال، نعم نطلبه بكل شرف ولكن بالسعي في سبيله، ولكن لسنا نطلبه اليوم، بل نقول لكم إن برنامجنا هو السعي لتحرير الجزائر بالوسائل المشروعة ولم نحدد لذلك أجلا، بل أن الخط الذي نسلكه في جهادنا هو خط التحرير وليس خط الإدماج والتجنيس..”. ومن جهته، تدخل الدكتور أحمد طواجين، وهو مؤرخ وباحث في تاريخ الحركة الوطنية، بكلمة أبرز فيها أيضا النزعة الاستقلالية في نضال مصالي، ردا، كما قال، “على من يريدون مغالطة وتوجيه التاريخ”. وأكد معظم الحضور الذين جاؤوا من عدة ولايات من الوطن خاصة من أولاد جلال ببسكرة ومن الجلفة وبلاد القبائل والجزائر ووهران، أن مطلبهم الرئيسي ليس اعتماد حزب الشعب الجزائري وإنما الاعتراف بتضحيات ومساهمة الحركة الوطنية في استقلال الجزائر كشرط أساسي لبناء ديمقراطية وتعددية سياسية.