قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون الأمريكية، إدموند غريب، في تصريح ل”الخبر” إن الفرنسيين كانوا يعلمون أن هناك عمليات تجسس وتنصت على قادتهم والسفير الفرنسي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكانت هناك اجتماعات سنتي 2013 و2014 لمناقشة الموضوع، حيث وعد الأمريكيون بالالتزام بإيقاف برامج التنصت، مشيرا إلى أنه على ما يبدو “لم ينفذ أو أن هناك شكوكا من قبل الفرنسيين بأن ما تم الاتفاق عليه لم يتلزم به الأمريكان”. أشار المتحدث إلى أن ردة فعل الفرنسيين كانت بأن فرنسا سترسل مسؤولا كبيرا في المخابرات إلى واشنطن لبحث التقرير المسرب، مردفا “هذه الدول تعرف أن أجهزة المخابرات الأمريكية تتنصت على المكالمات، لكن أن يعلم الرأي العام بذلك وبأدق تفاصيل المكالمات شأن آخر، وهو ما يثير الكثير من الغضب لدى الرأي العام، وبين بعض السياسيين”. من ناحية أخرى، توقف إدموند غريب عند التجربة الألمانية، وتحديدا المستشارة أنجيلا ميركل لدى بروز معلومات عن أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تتنصت على هاتفها، فقالت إن الأصدقاء يجب ألا يتنصتوا على بعضهم البعض، مشيرا إلى التوتر في العلاقة الذي حدث ما بين ألمانيا وأمريكا، “لكن بعدها شهدنا وقف تحقيق المدعي العام الألماني في القضية، وكانت قد سبقتها معلومات تفيد بأن أجهزة الاستخبارات في كل من ألمانيا وأمريكا تتنصتان على أصدقاء أوروبيين، لهذا أن التوتر في العلاقة يعتمد على رد فعل الشارع والسياسيين الفرنسيين”. وتطرق المتحدث إلى تأكيد أحد المسؤولين الأمريكيين أنهم لم يستهدفوا الرئيس هولاند، وأنهم لن يقوموا بشيء ما لم تكن هناك معلومات محددة وأهداف دقيقة، مواصلا “وإذا نظرنا إلى التسريبات فإنها تتعلق بالأزمة المالية الدولية وموقف الفرنسيين منها، الديون اليونانية، مستقبل الاتحاد الأوروبي، العلاقة بين هولاند وميركل، ومحاولة الفرنسيين التأثير على تركيبة الموظفين الكبار في الأممالمتحدة، وهي المعلومات التي قد تكون مفيدة لبعض السياسات”. إلا أن إدموند غريب شدد على أن كل الدول لها الحق في معرفة أن حكوماتها تتعرض لعملية تنصت ومراقبة، مردفا “والمثير في القضية فإن التنصت لا يتم على المسؤولين فقط في فرنسا، بل حتى على الملايين من المكالمات ما بين المواطنين العاديين”. وفي الوقت الذي توقع أستاذ العلاقات الدولية أن لا تكون التداعيات كبيرة الآن، وربما يتم تناسيها في المستقبل، قال إن “هناك موضوع تراكمي يلقي بظلاله على العلاقات، هناك نوع من الاعتراف بأن التجسس يتم بين الأصدقاء، لكن تداعياته السلبية ستظهر على المدى البعيد، خاصة إن برزت المزيد من التسريبات الأخرى التي قد تؤثر على الرأي العام”.