دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اليوم الخميس في رسالة وجهها من قسنطينة بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للمجاهد كل الجزائريين إلى "تفويت الفرصة على كل المتربصين باستقرار البلاد والدفع بها نحو المجهول". وقال رئيس الدولة في الرسالة التي قرأها نيابة عنه وزير الثقافة عزالدين ميهوبي" أهيب بكل بنات وأبناء وطننا أن يقفوا صفا واحدا لتفويت الفرصة على المتربصين باستقرار بلادنا والدفع بها نحو المجهول". وأضاف"أنه لابد لنا ونحن نواجه مستقبلا كونيا غير مأمون من أن نتحصن بقيم ديننا السمح ونستلهم من فضائل ثورتنا المباركة وتضحيات شهدائنا الأمجاد العبر والمعاني الخالدة ذلك أنها الفضائل التي ناصرت الحق على ضعفه فأزهق الباطل على جبروته"، وأكد بوتفليقة أن "الجزائر أمانة ووديعة ومسؤولية الجميع يؤجر من خدمها في الدنيا والآخرة بأحسن ما وعد الله به العاملين والشهداء".
وثمن الرئيس بوتفليقة "دور الحركة الإصلاحية في ثورة التحرير" الذي احتضنه قصر الثقافة مالك حداد "نضال شعوب المغرب العربي من أجل التحرر والانعتاق"، وأكد أن هذه الذكرى "تستمد عمقها التاريخي ومعاني القوة والسمو من عظمة أولئك الرجال الذين آلوا على أنفسهم أن يصنعوا التاريخ حين اقتنعوا بوعيهم و بصيرتهم أن الاستعمار لم يكن قدرا محتوما".
وجاء في الرسالة أن يوم 20 أوت الأغر "يرمز كذلك لتضامن شعبنا الأبي مع أشقائه في المملكة المغربية"، مؤكدا في هذا السياق باسم الشعب الجزائري "تمسك الجزائر بمشروع بناء صرح المغرب العربي في كنف الوفاء لتلك القيم السامية التي جمعتنا إبان مكافحتنا للاستعمار قيم الحق والحرية و الوحدة و التقدم المشترك".
كما توجه رئيس الجمهورية بتحية إكبار وإجلال لأفراد الجيش الوطني الشعبي وإلى أفراد مختلف الأسلاك الأمنية على ما يبذلونه من جهود و تضحيات من أجل حماية حدود البلاد ومحاربة فلول الإرهاب واجتثاث جذوره في سائر ربوع الوطن.
ووجه أيضا في رسالته تحية عرفان للشيخ عبد الحميد بن باديس وترحم على روح القائد الرمز الشهيد زيغود يوسف وكل الذين نازلوا قوات الاحتلال بدحرها وفك الحصار الذي كانت تضربها على ولاياتي الأوراس و القبائل.
كما أعرب الرئيس بوتفليقة عن تقديره لجهود العاملات والعمال الكادحين في سبيل رقي وطنهم وسؤدده بمناسبة الدخول الاجتماعي المقبل حاثا إياهم على "تزكية عملهم بمزيد من الجهد و الكد والتحصيل".