إن الماء ضروري للإنسان، فبفضله يتمكن من أداء وظائفه ونشاطاته وأعماله ويستمر في الحياة. يحتاج الماء الشروب إلى معالجة ومراقبة باستمرار فيما يخص مكوناته ولونه ورائحته وعذوبته، كما يجب السهر على صلاحيته للشرب والطهي ومكافحة تلوثه والمواد الضارة التي قد يحتويها كالمكروبات والطفيليات والسموم وأملاح الكلس والنيترات وغيرها. إن مصدر الماء هو السدود والعناصر والوديان التي تتطلب مراقبة وحراسة، كما يجب مراقبة القنوات الناقلة للماء إلى المنازل وتصليحها فور تضررها لتفادي الأمراض العدوية الناجمة عن اختلاط المياه القذرة بالمياه الشروب، كما أن ركود الماء في القنوات يسبب تراكم الجراثيم والسموم والأملاح التي تفسد صلاحيته وذوقه وعذوبته، ويصبح ضارا بالصحة ومسببا للأمراض العدوية وغيرها. إن المياه بحاجة دائمة إلى إحاطتها بشروط محددة، مهما كان مصدرها، كجمعها وتصفيتها وتعقيمها والحفاظ عليها، ثم تزويدها ببعض العناصر الضرورية التي تفتقدها وتجريدها من العناصر الضارة التي تحتويها. الإنسان عرضة للجفاف الذي يمثل خطرا على صحته وحياته، إذا لم يؤخذ بعين الاعتبار، وخاصة عند ارتفاع درجات الحرارة، حيث يكون جسم الإنسان بحاجة إلى كميات أكثر من الماء، إذ يحتاج الراشد إلى 2.5 لتر من الماء في اليوم في الظروف الطبيعية، أما عند اشتداد الحرارة فهو بحاجة إلى أكثر من ذلك بنسبة 30% حتى يتفادى الاجتفاف الذي قد يؤدي إلى الموت، كما يحتاج الطفل والمسن إلى كميات أكثر من الماء لأنهم عرضة للاجتفاف أكثر. ويحس الإنسان بالعطش عند افتقاده ل2% من كمية الماء التي يحتوي جسمه حوالي 70% من وزنه، ويصبح يعاني من أعراض خطيرة عند افتقاده ل10%، كما يتعرض للموت المفاجئ إذا افتقد 15%. الماء مادة غالية وفي تناقص مستمر، فالحفاظ عليه واجب على كل واحد لضمان حياتنا وحياة الأجيال القادمة.