سيكون المنتخب الوطني الجزائري مساء اليوم على موعد مع اختبار ودي جديد أمام المنتخب العماني في ملعب جاسم بن حمد المعروف بملعب نادي السد بالعاصمة القطريةالدوحة، و ستحمل مباراة اليوم شعار الانتفاض و استرجاع الهيبة التي ضاعت خلال اللقاء الودي الأول الذي لعب يوم الخميس الماضي أمام المنتخب القطري، حيث يعول المدرب الوطني كريستيان غوركوف و أشباله كثيرا على تعويض تلك الخيبة و الثأر للنفس و التصالح مع الذات و مع أنصار المنتخب الوطني الذين لم يهضموا إلى غاية الآن تلك الخسارة، هذا و ستكون المهمة غير سهلة في مواجهة المنتخب العماني الذي سيحاول بدوره فعل أكثر مما فعله جاره القطري، حيث يعول كثيرا على الاستثمار في الوضعية النفسية السيئة التي يوجد عليها الجزائريون نتيجة الخيبة بعد الهزيمة في اللقاء الأول، كما يعول أبناء سلطنة عمان على الكشف عن أنيابهم أمام منافس قد يقع في فخ الاستصغار مرة أخرى، وهو ما يجعلنا نؤكد بأن مهمة رفقاء تايدر اليوم لن تكون سهلة أمام منافس يعتبر أقوى على الورق من المنتخب القطري. غوركوف يحذر لاعبيه من الوقوع في فخ الاستصغار رغم الصفعة القاسية التي تلقاها المنتخب الوطني الجزائري على يد نظيره القطري نهاية الاسبوع الماضي، إلا أن المدرب كريستيان غوركوف قد ركز كثيرا مع عناصره على الجانب النفسي خلال تدريبات اليومين الأخيرين، و شدد اللهجة مع اللاعبين، و حذرهم من استصغار المنافس الجديد حتى لا يتكرر معهم سيناريو قطر، وهي الرسالة التي أكد اللاعبون بأنهم استوعبوها في انتظار ما ستكشفه أرضية ميدان ملعب السد مساء اليوم. و حذر أيضا من التمرد على تعليماته التكتيكية وهدد اللاعبين كما حذر غوركوف من أمر آخر في غاية الخطورة و هو عدم الانضباط فوق الميدان بتعليماته التكتيكية، و هو الأمر الذي كلف الخضر الهزيمة حسبه أمام قطر، و تكلم مدرب لوريون السابق بشكل واضح مع بعض العناصر التي عادة ما تتمرد على تعليماته الفنية و توصياته، حيث هدد بعض اللاعبين بالإبعاد عن المنتخب الوطني مستقبلا إذا واصلوا اللعب وفق مزاجهم. غوركوف يعيش ضغطا رهيبا و يعول على تغييرات كثيرة اليوم ومن الأكيد بأن الضغط الذي يعيشه المدرب الوطني كريستيان غوركوف غير مسبوق إلى غاية الآن، بل و يفوق الضغط الذي عاشه في كأس افريقيا الأخيرة، و ذلك لكونه قد خسر أمام منتخب متواضع، و إذا كان الفرنسي قد حرص على تجريب أداء بعض العناصر الجديدة في اللقاء الفارط، فإنه سيلعب من أجل الفوز و الأداء اليوم أمام عمان من أجل إسكات الأفواه التي تعالت بقوة تنادي برحيله، لذلك فإن تغييراته ستكون مدروسة اليوم، و ستمس بنسبة كبيرة الأسماء الراغبة في الظهور. غوركوف سيعاقب بعض الركائز التي خيبت أمام قطر وسيضربهم بالبدلاء و بحسب الحصص التدريبية التي أجراها الخضر بعد مباراة قطر، فإن غوركوف قد جرب الكثير من الحلول، لاسيما من خلال الاعتماد على اللاعبين البدلاء، حيث يفكر في معاقبة بعض الركائز الذين خيبوا و لعبوا من دون روح في اللقاء السابق، على غرار غلام الذي قد يجد مصباح في مكانه اليوم، و أيضا زفان الذي قد يعوض ماندي، إلى جانب احتمال اعطاء الفرصة لبن العمري ليكون محل شافعي الذي خيب، وربما يكون في المحور إلى جانب حليش الذي سيعوض مجاني. شنيحي أساسي، فيغولي يعود و غوركوف قد يعطي الفرصة مرة أخرى لبلايلي من المنتظر أن يكون مهاجم مولودية العلمة براهيم شنيحي أساسيا في مباراة اليوم، بعد الوجه الطيب الذي قدمه، في حين ستعرف مباراة اليوم عودة سفيان فيغولي بنسبة كبيرة إلى التشكيلة الأساسية، مع احتمال إعطاء فرصة جديدة لبلايلي الذي لم يسعه الوقت للكشف عن كل مهاراته، في حين سيكون كل من محرز و براهيمي ضحايا الأداء المخيب أمام قطر، بينما لن يعرف خط الاسترجاع أي تغييرات بسبب انعدام الحلول و إصابة لحسن، و هو ما يعني تجديد الثقة في الثنائي تايدر و بن طالب. محرز: ‘‘ليس لدينا حجة في اللقاء السابق و علينا الاستدراك أمام عمان‘‘ قال لاعب الخضر و نادي ليستر سيتي الإنجليزي رياض محرز بأن المباراة التي سيخوضها الفريق الجزائري أمام المنتخب العماني اليوم ستكون من أجل الاستدراك و تصحيح الأخطاء، و أضاف بأن الخضر سيكونون مطالبين بردة فعل قوية، من أجل رد الاعتبار و الهيبة، و هو ما ينتظره الجمهور الجزائري، و عاد محرز إلى لقاء قطر الذي وصفه بالذكرى السيئة، ورفض ايجاد أية أعذار لنفسه و لزملائه، في حين لم يفهم سبب الريتم المنخفض الذي لعبه الجزائريون، بينما لم يقلل محرز من قيمة المنتخب القطري. بلفوضيل: ‘‘سنثأر لأنفسنا أمام عمان و منتخبنا مازال بحاجة إلى النضج ‘‘ يعتقد مهاجم الخضر و نادي بارما الإيطالي إسحاق بلفضيل بأن المباراة الودية الثانية أمام منتخب عمان ستكون مباراة الثأر للنفس، و استرجاع هيبة المنتخب الجزائري، و قال لاعب انتر ميلان السابق بأن الخضر لم يظهروا بوجههم الحقيقي أمام قطر، وهو ما سيحفزهم على الاستدراك في مباراة اليوم، هذا كما يعتقد بلفوضيل أيضا بأن نقطة ضعف المنتخب الجزائري هي مستواه السيء أمام المنتخبات الصغيرة و قوته أمام المنتخبات الكبيرة و في أوقات الشدة، وهو ما يجعله يتفاءل بتقديم مباراة كبيرة اليوم، و أضاف اللاعب أيضا بأن التشكيلة الوطنية بحاجة إلى المزيد من النضج حتى تتخلص من هذه العقدة، و يصبح اللعب بالنسبة إليها أمام ألمانيا مثل اللعب أمام قطر أو عمان. ف.وليد