تأكدت رسميا فرضية التفجير الانتحاري باستخدام حزام ناسف، في استهداف حافلة للأمن الرئاسي، مساء الثلاثاء، وسط العاصمة تونس، تبناه تنظيم داعش، فيما دعت الحكومة التونسيين إلى تفهم الإجراءات الأمنية، وطالبت حركة النهضة بعقد مؤتمر وطني لمكافحة الإرهاب. تبنى تنظيم داعش التفجير الانتحاري الذي استهدف، أول أمس، حافلة للأمن الرئاسي، ونشر التنظيم الإرهابي بيانا أعلن فيه مسؤوليته عن التفجير، وقال إن أحد عناصره الذي نشر صورته ويدعى أبو عبد الله التونسي، اندس وسط أعوان الأمن الرئاسي في الحافلة ونفذ التفجير الدامي الذي خلف مقتل 13 عنصرا و20 جريحا، بينهم ثلاثة في حالة خطرة، يخضعون للعلاج، وهدد التنظيم الإرهابي جند الخلافة التابع لما يعرف بداعش بتنفيذ عمليات أخرى في تونس. وأعلنت وزارة الداخلية التونسية أن التفجير الإرهابي الذي استهدف، مساء أول أمس، حافلة للأمن الرئاسي نفذ باستعمال حزام ناسف أو حقيبة ظهر تحوي متفجرات عسكرية. وقال بيان الداخلية إن “العملية الإرهابية تمت باستعمال حقيبة ظهر أو حزام ناسف يحتوي على 10 كلغ من مادة متفجرة عسكرية”، لكنها عادت لتؤكد أن التفجير تم بحزام ناسف وباستخدام مادة متفجرة من نوع سام تاكس، وأكدت أن المادة نفسها التي استخدمت في حزمة ناسفة تم حجزها منذ عام 2014، مهربة من التراب الليبي. وأوضح بيان الداخلية أنه “تم تحديد جميع هويات ضحايا الأمن الرئاسي بالاعتماد على البصمات، عدا جثة واحدة”، مشيرا إلى أن “الجثة رقم 13 المتبقية، هي التي يشتبه أن تكون تابعة للإرهابي الذي نفذ عملية التفجير، التي تعذر تحديد هوية صاحبها”. وأوضحت الداخلية أنه “تعذر اعتماد البصمات لتحديد هوية الجثة رقم 13 لافتقادها للأصابع، ويجري العمل على تحديد الهوية باستعمال تقنيات التحليل الجيني ال«أ دي آن”. وقال كاتب عام نقابة الأمن الرئاسي، هشام الغربي، إن المعلومات الأولوية تفيد بأن شخصا كان يحمل حقيبة ظهر وبحوزته متفجرات عسكرية، وكان يضع سماعات ويرتدي معطفا، صعد إلى الحافلة ونفذ عملية التفجير. وقال مسؤول أمني تونسي رفيع، ل«الخبر”، إن المعطيات التي تم جمعها لحد الآن وشهادات مصابين، تؤكد أن إرهابيا استغل ركوب أعوان الأمن الرئاسي الحافلة قبل موعد إقلاعها بسبب تهاطل الأمطار، وأسرع في ركوب الحافلة والجلوس في المقعد الأول خلف السائق الذي تبادل معه أطراف الحديث لبرهة من الزمن، وسأله عن هويته، فظهر أنه غريب عن فريق الأمن الرئاسي الذي تعود السائق حملهم إلى مقرات عملهم، وفي اللحظة التي أحس فيها الإرهابي بتفطن السائق له، قام بتفجير نفسه في الحافلة. ورجح نفس المصدر أن يكون الإرهابي يخطط لتفجير الحافلة في نقطة تجمع ثانية كان مقررا أن تتوقف فيها الحافلة لحمل مجموعة ثانية من أعوان الأمن الرئاسي، وكانت الحصيلة قد تكون أكبر لو تم ذلك. وتم أمس إقامة حفل تأبين لضحايا الأمن الرئاسي في قصر قرطاج بحضور الرئيس السبسي وكامل الطاقم الحكومي، فيما دعا رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد التونسيين إلى توخي الحيطة والحذر والاستجابة للتعليمات الأمنية، وتفهم الإجراءات والتدابير الأمنية الاحترازية التي شرع في تطبيقها، منذ مساء الثلاثاء، وتعهد الصيد بتطبيق القوانين بصرامة فيما يتصل بمكافحة الإرهاب، بينها أغلق حركة السيارات إلى محيط المطار ومنع أي شخص عدا المسافرين الحاملين لتذاكر السفر من الدخول إلى المطار. من جهتها، دعت حركة النهضة بعقد مؤتمر وطني لمواجهة الإرهاب ينهي التجاذبات الإيديولوجية والسياسية الضيقة بشأن الإرهاب. وقال رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي إن المرحلة تتطلب توحيد صفوف جميع التونسيين، إسلاميين وعلمانيين، في معركتهم ضد أعداء الشعب والوطن والثورة، وتستدعي اصطفاف الشعب التونسي وراء حكومته ورئيسه في مواجهة الإرهاب الغادر. وطالب التونسيين بتعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة الجماعات الإرهابية التي وصفها ب«الفئة الشيطانية التي تستهدف أمن تونس واستقرارها”.