أدانت، في ساعة متأخرة، من مساء أول أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة، المتهمين في قضية اختطاف الطفلة سندس بريك، ماي الماضي من منزلها العائلي في منطقة “ابن الشرقي” بقسنطينة، ب15 سنة سجنا للمتهم الأول وتبرئة الثاني، فيما قضت محكمة الأحداث بحبس شريكهما القاصر لمدة 10 سنوات. عرفت قضية اختطاف سندس، التي لم تبلغ سن الخامسة بعد، تضامنا واسعا من قبل الشارع القسنطيني وقتها، حيث قام المتهمون في القضية، باختطاف الصغيرة من داخل الغرفة التي كانت تنام بها في حدود الساعة الواحدة صباحا، وتم اقتيادها إلى غابة “الغراب”، قبل أن تعثر عليها قوات الأمن الوطني في حدود الساعة الثامنة صباحا، بعد غلق جميع المنافذ ومحاصرة المنطقة. وحسب ما ورد في قرار الإحالة، وما أفاد به المتهمون المتابعون بتهمة تكوين جماعة أشرار ومحاولة خطف قاصر بالعنف، خلال الجلسة التي دامت لأزيد من 6 ساعات، فإنهم ليلة 31 ماي إلى صباح الفاتح من جوان من السنة الجارية، تناول كل من المتهم “ف.ع” 16 سنة، 10 حبات من المهلوسات، وقاما باقتحام منزل خال سندس المتواجد بمحاذاة منزل والدها، حيث استوليا على مبلغ قدره حوالي مليون سنتيم، إلى جانب هاتف نقال وبعض المقتنيات، قبل أن يتحولوا نحو بيت الضحية التي وجدوها نائمة في غرفتها، ليقرروا أخذها محاولين طلب فدية بعد ذلك. وأخطر والد الضحية الشرطة عن اختفاء ابنته، حيث اكتشف غيابها أثناء استيقاظه لأداء صلاة الفجر في حدود الساعة الثالثة صباحا، أين لاحظ أن الباب الخارجي للمسكن المصنوع من الحديد مفتوح، وعند تفقده للغرف اكتشف غياب سندس وأخطر والدتها، واكتشفت العائلة بعدها أن المنزل المجاور تعرّض للسرقة، لتنطلق حملة تفتيش وبحث واسعة من قبل المواطنين والشرطة قبل العثور على الطفلة في حدود الساعة الثامنة صباحا بالمنحدر الغابي المطل على قرية صالح باي مغمى عليها، من قبل عناصر الأمن وآثار خدوش على وجهها، كما أثبتت خبرة الطبيب الشرعي وجود كدمات على مستوى عضوها الجنسي. وقد اتصلت خالة الضحية بأحد المتهمين عن طريق هاتف أخيها المسروق، واتفق معها على مبلغ 50 مليون سنتيم كفدية لإرجاع البنت، قبل أن تعثر عليها الشرطة، وتتعرف فيما بعد سندس على أحد المتهمين، الذين اعترفوا بالجرم المنسوب إليهم، وأكدوا عدم مشاركة المتهم الثالث في القضية، علما أن النيابة العامة التمست حكم الإعدام. حالة سندس النفسية تدهورت بعد مثولها أمام المحكمة تعيش الطفلة بريك سندس، ذات الخمس سنوات، حالة نفسية صعبة هذه الأيام، خاصة بعد مثولها أمام محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة، أول أمس، أمام مختطفيها الذين يقطنون في نفس حيها، حسب ما أكده والدها الذي بدا هو الآخر متأثرا. انتقلت “الخبر” إلى منزل سندس، بعد مرور قرابة 7 أشهر على اختطافها من قبل شابين من داخل منزلها الكائن بأعالي منطقة الجباس بحي بن الشرقي في قسنطينة، حيث وجدناها في المدرسة القرآنية بمسجد الحي، سعيا من الوالد “لهلالي بريك” لدمجها في المجتمع، بسبب حالتها النفسية التي تتدهور من يوم إلى آخر بعد الحادثة. يقول الوالد في حديثه ل”الخبر”، إن الحالة النفسية لفلذة كبده تدهورت أمس، لتذكّرها من جديد الحادثة ورؤية مختطفيها، مشيرا في سياق حديثه إلى أن ساعات الجلوس النفسية التي كانت تخضع لها بمستشفى جبل الوحش لم تخفف من معاناتها. وأضاف أن الحالة النفسية لكل العائلة متدهورة ولا تقتصر على سندس فقط، حتى إخوتها، على غرار شقيقها الذي كان يتقاسم معها الغرفة أثناء اختطافها، لا يزال يتذكر الحادثة، والأمر نفسه لوالدتها. “فقضية الاختطاف لم تمس العائلة فقط وإنما هي قضية رأي عام”، مبديا عدم رضاه بالحكم الأخير، حيث قال إنه سيطعن فيه كون الضرر كان كبيرا، وقد تم عن طريق اقتحام حرمة منزل واختطاف طفلة.