كشفت مصادر مطلعة ل”الخبر” أن والي وهران، عبد الغني زعلان، طالب مسؤولي “تيكا” التركية المكلفة بترميم معلم قصر الباي ومسجد الباشا بمباشرة الإجراءات الاستعجالية كمرحلة أولى قبل عملية ترميم قصر الباي، في انتظار استكمال الإجراءات التعاقدية حول مشروع ترميم المعلمين مناصفة بين البلدين. أكدت المصادر نفسها المكلفة بملف الترميم أنه كان من المنتظر الإمضاء على برتوكول اتفاق بين مصالح الولاية ومسؤولي الوكالة الدولية التركية “تيكا” مؤخرا، لكن الإمضاء تأجل لتاريخ لاحق، ويرجع حرص الأتراك على إمضاء برتوكول الاتفاق من أجل استظهاره كوثيقة لدى البنوك لجلب حصتها من الأموال من تركيا. لكن والي وهران طمأن الشريك التركي بشأن موافقة الحكومة على مشروع الترميم واستغل الفرصة لمطالبتهم بالشروع في الإجراءات الاستعجالية المتمثلة في تثبيت مختلف أجزاء المعلم المهترئة بالأعمدة الحديدية لتفادي سقوطها في أي لحظة، خاصة في حال وقوع زلزال، بعد أن تضررت الدعائم الخشبية التي وضعتها إحدى الشركات في المعلم الأثري منذ بداية الألفية قبل أن تتوقف عملية الترميم. ويبقى جناح المفضلة المخصص لزوجة الباي بوشلاغم من بين أكثر أماكن المعلم تضررا، بسبب تسرب مياه الأمطار ووجود تشققات في مختلف زواياه. كما يعرف ديوان الباي الوضعية نفسها التي تتطلب إجراءات استعجالية لحمايته أولا. تجدر الإشارة إلى أن الشركة التركية قامت بعملية تشخيص للمعلم عن طريق آلات المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد، كما طالبت بإجراء تشخيص آخر على الأنفاق الأرضية المتواجدة تحت المعلم. ويشمل المشروع كذلك ترميم مسجد الباشا أو الأتراك كما يسميه سكان وهران، لكن لحد الساعة لم يتضح مصير القصر الأحمر المحاذي لقصر الباي إذا كان سيدرج ضمن مشروع الترميم أم لا؟ كما لم تتسرب معلومات حول التكلفة المالية للترميم. كما يطرح العديد من المهتمين بالآثار تساؤلات حول خيار ترميم قصر الباي فقط، لأنه المعلم العثماني الوحيد المشيد في 1792، مع استثناء المعالم الأخرى الواقعة في نفس الموقع المتربع على مساحة 5 هكتارات، على غرار المعالم الإسبانية كأسوار الدفاع “روز الكازار”، مراكز المراقبة، بطاريات المدفعية المضادة للطيران، الحصن المريني الأحمر الذي يعود تاريخه لما بعد 1347 ميلادية، الإسطبلات وباب شاطوناف، وهي معالم مصنفة في معظمها.