اشتبكت، أمس، قوات الاستطلاع الموالية للجنرال خليفة حفتر، مع عناصر تنظيم داعش الإرهابي جنوب منطقة النوفلية شرقي سرت الخاضعة لسيطرة التنظيم، في الوقت ذاته تستعد قوات مصراته الداعمة للمجلس الرئاسي في طرابلس والمدعوم دوليا للزحف هي الأخرى نحو سرت لتحريرها من داعش، حيث ذكرت وسائل إعلام ليبية، عن احتشاد قوات من مصراته في ولاية الجفرة جنوب ولاية سرت، فيما أرسل حفتر قواته إلى أجدابيا التي تعتبر بوابة الهلال النفطي ومنه الهجوم على شرق سرت. تأتي هذه التطورات، في الوقت الذي دعا المجلس الرئاسي إلى عدم القيام بأي عملية عسكرية قبل تعيين قيادة عسكرية موحدة تقود العمليات ضد داعش، معربا عن خشيته من وقوع مواجهات بين الأطراف الليبية خلال هجومها على داعش في سرت. غير أن الموالين لحفتر شككوا في شرعية المجلس الرئاسي الذي لم يحصل لحد الآن على ثقة مجلس النواب بالرغم من دعم غالبية النواب له، واعتبرت أن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية، وأن حكومة عبد الله الثني في البيضاء هي الحكومة الشرعية، بالرغم من عدم اعتراف المجتمع الدولي سوى بحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج المنبثقة عن اتفاق الصخيرات. ويأتي تسارع الأطراف المتصارعة في ليبيا لمحاربة داعش بهدف كسب شرعية جديدة على الميدان، وضمان تأييد ودعم حلف شمال الأطلسي “الناتو” لطرف على حساب آخر، ورغم أن الأمين العام لحلف “الناتو”، ينس ستولتنبرغ، استبعد فى حديث له مع صحيفة “لونا” الألمانية، تنفيذ مهمة قتالية، قائلا: “نحن لا ننظر في هذا الاحتمال ولكن يوجد لدينا تفويض لتقديم المساعدة في تطوير البنى الأمنية في حال طلبت الحكومة الليبية ذلك”. لكن صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، كشفت في عددها الصادر الأحد الفائت، عن مقتل جنود إيطاليين وبريطانيين في كمين لتنظيم داعش الأربعاء الماضي على طريق مصراته سرت. وأوضحت الصحيفة أن الكمين بدأ بهجوم انتحاري لعناصر الكمين الذين أوقعوا بقافلة لقوات خاصة بريطانية وإيطالية، إضافة إلى عناصر ليبية، على طريق مصراتة - سرت، قبل أن يتم حصارهم من قبل المسلحين الذين رشقوهم ب”الرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون”، لتنسحب هذه القوات تحت غطاء جوي نفّذته مروحيات فرنسية وإيطالية. وأكدت الصحيفة مقتل وإصابة عدد من عناصر الفرقة الإيطالية، مرجّحة سقوط ضحايا من الفرقة البريطانية أيضاً، لكن لم يؤكد هذا الأمر من قبل أية مصادر رسمية. ولم يصدر عن الجانبين الإيطالي والبريطاني أي نفي أو تأكيد لهذه الأنباء. يشار إلى أن مسؤولين غربيين من بينهم إيطاليون وبريطانيون، نفوا من قبل أن تكون بلدانهم أرسلت قوات إلى الأراضي الليبية، وأعلنوا أن التدخل العسكري في ليبيا لن يكون إلا بعد طلب من حكومة الوفاق بطرابلس.