تتساءل عائلة الشهيد زيغود يوسف المقيمة بقسنطينة، وعلى رأسها كريمته “شامة زيغود”، عن مصير الفيلم الذي برمج من قبل وزارة الثقافة في سنة “قسنطينة عاصمة للثقافة العربية”، الذي يتناول حياة بطل هجومات الشمال القسنطيني وأبرز محطاته التاريخية التي وقّعها إبان الثورة التحريرية وبإشراف من وزارة المجاهدين. ذكرت السيدة شامة زيغود، الابنة الوحيدة للشهيد البطل زيغود يوسف، في حديثها مع “الخبر”، أن وزارة الثقافة أعلنت سنة 2015 عن مشروع فيلم حول السيرة الذاتية لوالدها، التي لا تزال تحلم بمشاهدته منذ سنوات عدة مضت، قائلة “أمي توفيت منذ أشهر ولم تشاهد الفيلم، وأنا أخاف أن أودّع هذه الحياة وأنا أقارب السبعين والمشروع لم يجسّد بعد، خاصة وأني أعتبره أمانة في عنقي تجاه الشهيد”، وقد أشارت إلى أن أهم الشخصيات التي كان لها الدور الفعال في إنجاح الثورة التحريرية، والفضل في استرجاع السيادة والاستقلال، حظيت بأعمال سينمائية وأفلام تاريخية، وتأمل في أن يكون لوالدها حظ أيضا، مذّكرة أن هذا الحق لا يخصها وحدها؛ وإنما كل الشعب، لأن زيغود يوسف جزء من الذاكرة الوطنية ومساهمته في تحويل الضغط الفرنسي من الأوراس نحو الشمال القسنطيني، تاريخ يتحتم الحفاظ عليه للأجيال القادمة. أكدت السيدة شامة أنه تم اختيار فريق الفيلم من مخرج، وهو السعيد ولد خليفة، وكاتب السيناريو الدكتور أحسن تليلاني الذي وقّعه منذ سنوات، ووضع اختيارين أمام عنوان الفيلم الذي كان سيكون ما بين “الحداد الثائر” أو “فارس النار”، حيث تم زيارتهما في بيتها العائلي بوسط مدينة قسنطينة، واستشارة العائلة في بعض الأحداث التاريخية وإمكانية التصوير بولاية سكيكدة، ووافقت عليها، بما فيها جزء من حياتها، وهي الابنة المتبقية من جميع أبناء الشهيد، فقد وعدوا بالانطلاق في تجسيد الفيلم مع بداية سنة 2016، إلا أن الجديد في هذا المشروع لم يظهر بعد، ولا تعرف العائلة إلى اليوم مصيره، خاصة في الظروف الحالية، وهو الأمر نفسه الذي استفسرت حوله عدة جهات أعربت عن تخوفها من أن تقليص الميزانية المخصصة لوزارة الثقافة، مع زمن التقشف، يمكن أن يلغي الفيلم أو تأجيله في الوقت الحالي إلى غاية إيجاد حل لتمويله.