في بلد عربي تقوم الآن ثورة إعلامية، فالغضب يسود الدولة ورجال ونساء وأشبال حتى الأطفال غاضبون رغم أن الدولة اعتذرت وسحبت الكتب من المدارس, إلا انه الغضب ما زال يسود الأجواء، لأجل كلمة في خريطة في كتاب المتوسط مكتوبة إسرائيل بدلا من فلسطين اثر خطأ مطبعي، أعلمتم لماذا نحبها يجيب الفلسطينيون "إنها الجزائر يا سادة نعم لديها نخوة العروبة، ويوجد من يمجد إسرائيل ليل نهار نعم إنها الخيانة والرجولة الفرق بينهم مثل الأرض والسماء". "الخبر" نزلت الى الشارع الفلسطيني ونقلت أراء الفلسطينيين حول هذه الضجة وردود فعلهم المرحبة لهبة الجزائريين، بسبب خريطة تحوي اسم إسرائيل، وعادت بإجابات الأسئلة التالية: ما لو كانت الحادثة في دولة عربية اخرى؟ وكيف رأي الفلسطينيون تضامن الجزائريين عدم تسامحهم مع أي خطأ يتعلق بفلسطين؟ وكيف تلقوا الأمر؟ وماذا يعني لهم هذا؟. "رغم ما حدث في الصفحة 65، ستبقى الجزائر هي قلب فلسطين" "مهما ورغم ما حدث في كتاب الجغرافيا صفحة 65 ستبقى الجزائر هي قلب فلسطين، وفلسطين هي جسد الجزائر وستبقى القدس عاصمة فلسطين وأيضا عاصمتها الثانية بعد القدس هي الجزائر، والحاقد ما نسمعله صوت واللي ما يحبك يا جزائر يا رب يموت". كانت هذه الرسالة الأولى التي صدح بها لسان عاهد محمد في شارع عمر المختار وسط غزة. ورأي محمد أبو الرب إستاذ الإعلام أنه من جانب الفلسطينيين هذه الحادثة لن تقلل من حب الفلسطينيين للجزائر، وأن الفلسطينيين مقتنعين بأنه حدث عابر، وهذا ما أكدته الصور المتدفقة عبر الإعلام الاجتماعي". وتابع "من جانب الجزائريين فأن هذا التفاعل الكبير أشاع حالة من الطمأنينة بين الفلسطينيين بأن الجزائر لازلت بقدر حبها وانتماءها لفلسطين، وهذا الحدث العابر الذي اعتذرت عنه الوزارة واعترفت بأنه خطأ وحجم ردة الفعل الجماهيرية في الجزائر جعل من الحادثة كغمامة عابرة". وأكد أبو الرب على أن "محبة الفلسطينيين للجزائريين وثقتهم بانتمائهم لفلسطين تفوق مكانة واحترامهم لأيه دولة أخرى ولو حصل الأمر مع دولة اخرى لكانت حدة التدوين والاحتجاج تصل لدرجة الشتائم والتخوين". "الفلسطينيون يبرقون التحية الى أهلهم وربعهم" وأبرق الفلسطيني معتز عبدالله تحية فلسطين وأهلها من نهرها لبحرها وبقدسها وأقصاها الى الجزائريين، قائلا :"أقدر عشق أهل الجزائر الحبيبة القدس واشكرهم على أصالتهم وعلى صوتهم الحي ولكم في القلب مكانه، هدا موقف مشرف وليس بغريب على شعب قال "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة" فكيف إن كان خطأ يتعلق بمحو فلسطين عن الخارطة واستبدلت بالخطأ بدولة الاحتلال". ولم يخفى الشيخ عبدالكريم طباسي غضب الفلسطينيين بالأمر قبل فرحتهم قائلا :"تلقينا الخبر باستهجان، وكان الأمر مفاجئاً بالنسبة لنا، لكن عندما قامت الدنيا ولم تقعد أثلج ذلك صدورنا، سيما أنها من الدول العربية التي لا تعترف بالكيان الصهيوني على أرض فلسطين". وبضيف "عدم تسامح الجزائريين في الخطأ المطبعي الذي حصل في كتاب الجغرافيا يعكس حبهم وتعلقهم وتفهمهم لأوضاع أحبابهم في فلسطين، وترجموا ذلك بالمظاهرات وإشعال مواقع الاتصال الاجتماعي بضرورة الوقوف عند هذا الخطأ العظيم، شاكرين لهم هذا الكرم والود". وحيا الشيخ عبدالكريم الأحبة باللهجة الفلسطينية "حيَّا الله الجزائر أنتم ربعنا، وأدامهم الله عوناً وذخراً سداً منيعاً لفلسطين وأهلها". "أيها الجزائريون... لا اعتذار من ثوار الجزائر" الطالب الجامعي محمد عادل يقول :"أيها الجزائريين لا اعتذار من ثوار الجزائر، لا اعتذار من الأحرار، لا اعتذار من أبناء بلد المليون ونصف شهيد، نقول لكم من فلسطين أن الشعب الفلسطيني لا ينظر الى هذه الأخطاء التي خرجت بغير عمد ولا نكترث فيها، لأننا واثقين أن الشعب الجزائري البطل لا يهون عليه أن يسيء لنا ولقضيتنا". ويضيف "نحن نعرف هذا الشعب انه شعب أصيل ومعطاء فيا إخوتنا في بلد المليون ونصف شهيد أن شعبنا الفلسطيني يقول لا عتاب على من وقفوا معنا". متسائلا :"وعلى ماذا تعتذرون أيعتذر الأخ من أخيه، أيعتذر الصديق من صديقه فلا اعتذار منكم انتم إخوتنا وان شاء الله تعالى سنصلي نحن وانتم في ساحات المسجد الأقصى المبارك". "دلالات الخطأ والحب" بدوره بين عصام شاور وهو طبيب فلسطيني دلالات ورسائل الموقف الشعبي والحكومي الجزائري من حادثة الخطأ المطبعي ووضع إسم دولة الاحتلال بدلا من فلسطين في كتاب الجغرافيا "هده رسائل في اتجاهات متعددة وهو أن الشعب العربي الجزائري يرفض التطبيع مع دولة الاحتلال في الوقت الذي تهرول فيه بعض الدول العربية لإرضاء المحتل، فالشعب الجزائري عاشق لفلسطينوالقدس بفطرته السليمة وعقيدته الراسخة، وكل مواقفه تجاه فلسطين مشرفة". والدلالة الأخرى أوضحها شاور "الشعب الفلسطيني قابل موقف أشقائنا في الجزائر بكل احترام وفخر وازداد حبه للشعب الجزائري الشقيق، لأننا نعرف من هي الجزائر". وبعث محدثنا برسائل الشكر والتقدير الى الحكومة الجزائرية التي لم تتوانى في سحب جميع الكتب لتصحيح الخطأ وكأنه تم المساس بقدسية القضية الفلسطينية. وذكر الطبيب الفلسطيني بأن الجزائر حكومة وشعبا يدعمون القضية الفلسطينية بشكل متميز عن باقي الدول العربية رغم ما تملكه تلك الدول من قدرات مالية وغيرها، الا ان دولة الجزائر هي الدولة العربية الوحيدة تقريبا التي تدفع التزاماتها المالية كما هو متفق عليه عربيا للشعب الفلسطيني دون تأخير ودون مقابل سياسي، وهذا يعني أن الجزائر حكومة وشعبا متعاونون على نصرة فلسطين والقضية الفلسطينية قولا وعملا". "نعرف جيدا من هي الجزائر" وما زالت المعشوقة فلسطين تقص قصص غرام العاشق بها الجزائرالفلسطينيون، قائلة :"لا ولن يفكر الإخوة الجزائريين يوماً ما بمساندة الظالم والمحتل والغاصب، فنحن أهل فلسطين نعرف جيداً من هي الجزائر، ترابها المجبول بدماء الشهداء هو أيضا يشهد لشعبها بالتضحيات". واستعرضت الفلسطينية إكرام أشرف هدا الحب "لنا الشرف أن يكون حب فلسطين في قلوبكم وقلوبكم أطهر من الكتب، من غزة نبرق لكم كل الاحترام والتقدير يا أهل الجزائر الحبيبة علي وقفتكم معنا ولكم في القلب مكان كبير ليس الأمر مكتوب في كتاب أو أن الجزائروفلسطين مجرد اسم علي ورق، إن التاريخ يشهد من هم أهل الشهداء من هي الجزائر ومن هي فلسطين فلا داعي لي للاعتذار، بل الداعي فقط هو الاعتزاز". التاجر الغزي البسيط أبو العلاء رفع يده الى السماء قائلا :"الحمد لله علي كل حال الحمد لله علي وجود المحبة بيننا وبينكم، أهل الجزائر الحبيبة الحمد لله علي أن أطفالكم سوف يكبرون ويعلمون علي أن فلسطين موجودة في قلوبكم قبل الكتب". بينما قطع حديثنا فلسطيني آخر "مهما حصل إلا إنكم في قلوبنا ساكنون، وفي عقولنا دائمون ولا نعتب أبدا على ما حصل من خطأ فكل إنسان غير معصوم عن الخطأ وخاصة انتم تاج على رؤوسنا وسنظل نحبكم الى الأبد". ومن جانبه عبر الفلسطيني منتصر طه عن مدى كره الجزائريين لإسرائيل قائلا :"الإخوة الجزائريين بطبيعة الحال هم أهل التضحيات الجسام ولا يمكن لهم بأن يكونوا أصدقاء استراتيجيين للاستعمار وأعوانه، لأنهم هم قاتلوا الاستعمار الفرنسي لبلادهم وقدموا أكثر من مليون شهيد، فلا يمكن لهم أن يساندوا الظلم فهم متمسكون بجغرافية الوطن العربي من المحيط الى الخليج، وكذلك أيضا بعروبة وإسلامية القدس الحبيبة عاصمة لفلسطين". كل التحية لشعب الجزائر.