داهمت مصالح الدرك الوطني التابعة لمجموعة الجزائر العاصمة، ليلة أول أمس، شققا سكنية متواجدة عبر أحياء متفرقة من مدينة بواسماعيل بتيبازة، كان يستأجرها، حسب مصادر أمنية، قادة المذهب الديني القادياني، المعروفين ب"جماعة الأحمدية"، وتمكنت المصالح ذاتها، من اقتياد مجموعة من الناشطين أبرزهم الزعيم الوطني المدعو "فالي محمد"، وذراعه اليمنى "ا.ر"، وحجزت مجموعة من الوثائق والكتب، كما استرجعت أقراصا إلكترونية صلبة. وأكد مصدر أمني ل"الخبر"، بأن خلايا الأمن المركزية تمكنت من تحديد هوية المسؤول الأول للطائفة ومكان تواجده بفضل سلسلة التوقيفات التي طالت مجموعات متفرقة من التنظيم عبر المدن الشمالية للبلاد، ونجحت في إلقاء القبض على الأمير الوطني الأكثر طلبا لدى مصالح الأمن، ويتعلق الأمر بالمدعو "ف. محمد" المنحدر من دائرة ڤديل بولاية وهران، وهو من مواليد 03/11/1973، والذي يرتبط بإطارات من دول عربية مقيمة ببريطانيا، وحسب ذات المصادر، فإن مصالح الأمن المشتركة قامت بتحديد هوية إطارات أخرى كانت تقيم بأحياء شعبية بأعالي مدينة بواسماعيل، ويتعلق الأمر بطبيب جراح ومهندس فلسطيني الجنسية. فبعد سنتين من التحري، تمكنت فرقة أمنية خاصة، من تحديد هوية الأشخاص الذين يمثلون النواة الرئيسية للجماعة الأحمدية، وقامت ذات المصلحة بضبط الموقع الأساسي لاجتماعاتهم المغلقة، وهي شقة ذات 5 غرف بحي 260 سكن "أوبيلاف" ببواسماعيل، كان يتردد عليها القائد الوطني "ف.م" وبعض القادة الجهويين "ا.ر" المنحدر من ولاية أم البواقي، و"ح، ك" مستأجر لفيلا واقعة ببلدية الدواودة، وأشخاص آخرين، كانوا يتخذون من شقة واقعة بحي 378 مسكن ببلدية بواسماعيل، مركزا وطنيا للاجتماعات الدورية الهامة، ولجأ الثلاثة إلى هذه المدينة والتخفي في هذا الحي المعزول، للتمويه على النشاط الكبير الذي كانوا يشرفون عليه بولايات الشرق والغرب والعاصمة ومدن أخرى. وتؤكد المصادر الأمنية المختصة ل"الخبر"، بأن أول ضربة تلقتها الجماعة كانت بتاريخ 25 مارس 2016، حينما قامت دورية لفرقة الشرطة القضائية لأمن دائرة بواسماعيل، بتوقيف سيارة من نوع "شيفروليه – كروز" سوداء اللون، على مستوى إقليم المخرج الشرقي لولاية تيبازة، كان على متنها العناصر الرئيسية للتنظيم، وهو ما أتاح لعناصر الأمن المركزي، تحقيق تقدم كبير في ضبط العناصر الرئيسية لفروع وأصول الجماعة بالجزائر ونطاق تحركاتها، وبالأخص نواياها وأهدافها والعناصر الأساسية الهامة التي تم توقيفها واقتيادها إلى الجزائر العاصمة للتحقيق، خصوصا وأن الشقة الكائنة بحي 260 مسكن كانت محل 3 تسخيرات قضائية للتفتيش، بعدما رصد مواطنون تجمعات مشبوهة لأشخاص، اشتبه في قيامهم بشعائر وطقوس دينية غريبة.