صرح وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى اليوم الجمعة بوهران أن الإمام حر بالجزائر ولا تملى عليه خطبته. وذكر عيسى لدى استضافته في منتدى المجمع الإعلامي "واست تريبين" أن "الجزائر لا تقبل أن تملى على الإمام خطبته وأنه حر فيها" مبرزا أن "ما سعينا إلى القيام به هو مراجعة مناهج بيداغوجية التبليغ حتى يكون الإمام متفاعلا مع انشغالات ومقتضيات المجتمع ومنتبها لمختلف التحولات".
وشدد في هذا الإطار على أن "الجزائر ليست مقتنعة ببعض النماذج التي يتم تجريبها في بعض الأقطار التي سعت إلى مراجعة الخطاب الديني المسجدي إلى درجة حذف آيات قرآنية وإلغاء الهوية الإسلامية", مشيرا إلى أن الجزائر التي أضحت رائدة في مجال بسط مبادئ الوسطية والاعتدال قد أصبحت قدوة ومرجعا دوليا يحظى بالاهتمام من قبل مختلف الدول.
وأكد عيسى أن "الجزائر ترفض أن يحصل في أرضها حرب طائفية بالوكالة أو أن تقف مع طائفة ضد أخرى", مضيفا أن "هنالك من يريدون أن يصدوا جهدنا في عملية تجفيف الخطاب المتشدد" لا سيما وأن الجزائر قد حققت الكثير من المكاسب في هذا الميدان والتي جعلتها مقصدا لمختلف دول العالم للاقتداء بتجربتها.
وعن موضوع ال 400 شخص الذين حلوا بالجزائر قادمين من كربلاء, صرح الوزير أنه تم التعامل معهم على مستوى حدودنا بالشكل المناسب أين تم حجز المطويات ومختلف الوثائق التي تدعو إلى التشيع والتي كانت بحوزتهم.
وأشار في نفس الجانب أن "حرية المعتقد مبدأ مكفول بالجزائر لكن بشرط الاحتكام لقوانين الجمهورية", مشيدا بكفاءة مصالح الأمن ويقظتها المستمرة لصد كل المخاطر.
وفي رده على أسئلة الصحفيين, تطرق الوزير إلى "الطريقة الكركرية" التي قال أنها موضوع "سياسي" مبرزا أنها "إحدى الطرق الصوفية التي نشأت في المغرب وتريد أن تنافس الطريقة العلوية".
وقال في هذا الجانب أنه "يخشى أن يتم استغلال هذا الموضوع حتى تقصد الصوفية بمجملها", مضيفا أن "هنالك مبالغة وانحراف حول الطريقة الكركرية التي تعتمد على الفلكلورية أين لقيت بعض الاستهزاء والاستهتار من قبل الناس.
كما أوضح أيضا أن المصالح المعنية تتعامل بالشكل المناسب مع هذه الطريقة كما أنه سيتم على سبيل التوعية إرسال جملة هذه الانحرافات التي جاءت بها هذه الطريقة للجان العلمية لقطاع الشؤون الدينية للولايات من أجل نشرها.
وبالنسبة لنشاط "الرقية" التي أصبحت لها "خلفية تجارية", شدد الوزير أن وزارته قد منعت إقامتها في المساجد والمدارس القرآنية وكذا السكنات الوظيفية لموظفي القطاع, مبرزا أننا "لن نعتبرها مهنة وإنما مجرد دعاء".
وأضاف في ذات المنوال "أننا نسعى إلى رفع مستوى وعي مجتمعنا لا سيما من خلال محاربة ما يعرف بزيارة المشعوذين والتفاعل مع الرسائل الدينية التي تحث على إرسال وتداول العشرات من المحتويات حتى 'لا يحل لمستقبليها مكروه' أو ما شابه ذلك والتي تستهدف تبليد العقل الجزائري وإحباط معنوياته".