وظف المدرب الوطني رابح ماجر في لقاء تانزانيا الودي الفارط تسعة لاعبين محترفين في التشكيلة الأساسية، مقابل اثنين فقط من المحليين، هما الحارس شاوشي واللاعب بوخنشوش، ما يعني أن السياسة الجديدة في المنتخب التي تحدث عنها ماجر والقاضية بإعادة الاعتبار للاعب المحلي في صفوف ”الخضر”، تبقى مجرد شعار وكلام في الهواء، إلى غاية أن يثبت هذا الأخير العكس. مواجهة منتخب متواضع حتى لا نقول ضعيفا كتانزانيا وداخل الديار في ملعب 5 جويلية وفي لقاء ودي، كان ينبغي أن تكون فرصة لتكريس السياسة الجديدة التي جاء بها رابح ماجر ومساعداه على رأس ”الخضر”، والمتعلقة بضرورة إعادة الاعتبار إلى اللاعب المحلي وتشكيل منتخب نواته من لاعبي البطولة الوطنية، ولكن التشكيلة الأساسية التي وظفها ماجر أمام تانزانيا كانت جلها من اللاعبين الناشطين في أوروبا، وهو ما أعطى الانطباع أن الشجاعة كانت غائبة عن الثلاثي ماجر ومناد وإيغيل، من أجل منح الفرصة للاعبين المحليين في هذا اللقاء، وهم الذين تم استدعاؤهم بكثرة في التربص الذي سبق المواجهة. وأكدت التشكيلة الأساسية الموظفة أمام تانزانيا أن الطاقم الفني كان همه الأول هو تحقيق الفوز وبنتيجة ثقيلة إن أمكن، يحفظ بها وجهه أمام الجماهير الحاضرة في مدرجات ملعب 5 جويلية الأولمبي ووسائل الإعلام، دون النظر إلى الجوانب الأخرى المتعلقة بإعطاء الفرصة للاعبين المحليين، واكتشاف لاعبين جدد قد يفجرون طاقاتهم في صفوف ”الخضر”، كما تغنى به ماجر مرارا منذ تنصيبه على رأس المنتخب، وإلا كيف نفسر انتظار هذا الأخير إلى غاية الدقيقة 68 من اللقاء، من أجل إقحام أول لاعب محلي من الاحتياطيين هو شافعي، بعد أن ضمن منتخبنا الفوز عندما كانت النتيجة حينها (3/1)، وبعدها إقحام ثلاثة لاعبين محليين آخرين لدقائق معدودة لا تكفي لإبراز قدراتهم، وهم بن موسى الذي دخل في الدقيقة 75، وعبيد الذي دخل في الدقيقة 84، والملالي الذي دخل في الدقيقة 88. وإذا لم يستغل الطاقم الفني ل”الخضر” الفرصة أمام منتخب تانزانيا الضعيف من أجل منح الفرصة لأكبر عدد ممكن من اللاعبين المحليين المستدعين للتربص للمشاركة في اللقاء ولوقت أطول، فمتى ستمنح لهم الفرصة؟ لأننا لا نظن بأن ماجر ومناد وإيغيل ستكون لهم الجرأة ويلجأون إلى هذا الأمر في لقاء غد أمام منتخب إيران المونديالي، والأقوى من منتخب تانزانيا بسنوات ضوئية. وتبقى خلاصة الكلام أن الطاقم الفني ل«الخضر” تعامل مع لقاء تانزانيا وكأنه مواجهة رسمية، تدخل في إطار منافسات تصفوية لا مجال فيها للتجريب وللخطأ، ما يعني تضييع فرصة ذهبية في توظيف لاعبين محليين وإعطائهم الفرصة لاكتشاف ما يمكن اكتشافه، على الأقل من منظور ماجر ومساعديه، وبالتالي فإن حديث هؤلاء عن ضرورة إعادة الاعتبار للاعبين المحليين في صفوف المنتخب يبقى مجرد شعار رنان لا غير، والتعويل على المحترفين كان ولا زال وسيبقى إلى إشعار آخر. بوغرارة: ”الاعتماد على المحليين أسطوانة مشروخة لأن بطولتنا ضعيفة” وفي هذا السياق، أكد الحارس الدولي السابق ومدرب أهلي البرج، لمين بوغرارة، في تصريح ل«الخبر”، أن الكلام في البلاطوهات شيء والتطبيق على أرض الواقع شيء آخر، ”وعندما تجلس على كرسي مريح بإمكانك قول أي شيء، ولكن عندما تصطدم بحقيقة الميدان فهناك أمر آخر”. وشدد محدثنا على أنه يستحيل حاليا تشكيل منتخب نواته من اللاعبين المحليين، ”لأن بطولتنا ضعيفة، ولا تنتج لاعبين قادرين على حمل قميص المنتخب الوطني، ونحن لسنا أحسن من جيراننا التونسيين والمغاربة الذين يعتمدون بكثرة على لاعبين مزدوجي الجنسية في منتخبيهما، رغم أن بطولتيهما أقوى من بطولتنا”. وأضاف بوغرارة أن الحديث عن تشكيل منتخب غالبيته من اللاعبين المحليين يبقى مجرد شعار وأسطوانة مشروخة، ”وبالتالي على كل شخص أن يتحمل مسؤولية كلامه عندما يتعلق الأمر بتطبيق سياسة ما في المنتخب، وأن يوفي بما تلفظ به من كلام حتى وإن كان خاطئا، لأنه يواجه شعبا ذواقا يتابع كل صغيرة وكبيرة في المنتخب”. وأوضح الحارس الدولي السابق أن رئيس الاتحادية السابق محمد روراوة كان في عهده متفطنا إلى هذا الأمر، وقام باستغلال قانون الباهاماس من أجل جلب أكبر عدد ممكن من اللاعبين المغتربين، وتمكن بفضلهم من تشكيل منتخب قوي تأهل مرتين متتاليتين إلى منافسات كأس العالم، ”ويفترض الآن تثمين ما قام به هذا الشخص (روراوة) وتصليح الأخطاء التي وقع فيها، عوضا عن اتباع سياسة الانتقام وتهديم كل ما بناه”.