حذّر مختصون طبّيون وغذائيّون، اليوم السبت، في أشغال ملتقى للصحة العمومية نظمته جمعية سواعد حمام دباغ بڨالمة، حذّروا من خطر تزايد الإصابات بمرضي "دوالي الساقين" وحساسية الغلوتين أو ما يعرف ب"السيلياك"، مشيرين إلى ضرورة ضبط إحصائيات دقيقة حول المرض الأخير، الذي بدأ يستفحل بين الجزائريين بنسبة غير محددة، حسبما أعلنه رئيس جمعية سواعد، الدكتور خالد حليمي، الذي اعتبر تناول مثل هذه الأمراض في كل طبعة ملتقى، لخلق ثقافة صحية، ولاتّقاء التبعات الصحية والمادية، لمثل هذه الأمراض. دارت المداخلات الثلاث لأشغال الشق الأول من الملتقى الذي احتضنته قاعة المحاضرات للمركب المعدني حمام الشلالة ببلدية حمام دباغ، وحضره أطباء ومرضى لكل من داء السكري، دوالي الساقين والسّيلياك، ومواطنون ومسؤولون مدنيون وعسكريون لدائرة حمام دباغ ، حول داء السكري الذي تناولت فيه الدكتورة الحادة مهاوة، المختصة في الطب الداخلي ومرض السكري، أسبابه وعلاجه وكيفية التعايش معه.
كما قدم الدكتور حسين بلعادي المختص في الطب الداخلي، اهتمام الشرايين، من مستشفى الحكيم عقبي بڨالمة، مداخلة حول أشكال وأسباب وتشخيص وعلاج داء دوالي الساقين، باعتباره داء من أكثر الأمراض شيوعا في الجزائر، الذي يعاني منه أكثر من 20 بالمائة من الجزائريين من الجنسين. وقد تعرض الدكتور بلعادي إلى الوقاية من المرض، وأيضا إلى إمكانات الجراحة للقضاء على الداء.
وكان من أبرز الأمراض التي عرفتها أشغال الطبعة الثالثة لهذا الملتقى، مرض السّيلياك" أو ما يعرف لدى الكثيرين بحساسية القمح، الذي تناولت المختصة في التغذية السيدة نادية بروق من مستشفى الحكيم عقبي بقالمة، جوانبه التاريخية ومراحل تطوره وقضية تزايد الإصابة به، بناء على متابعة الداء محليا.
وحسب الاخصائية في التغذية بمستشفى الحكيم عقبي بقالمة، فإنّ مرض السيلياك في تزايد مستمرّ، حيث تقول أنّ المصلحة التي تشرف عليها، تستقبل بين الحالة الواحدة إلى الحالتين الاثنتين، وأحيانا ثلاث حالات أسبوعيا، لمواطنين من مختلف الأعمار كما صرحت ل"الخبر" على هامش أشغال الملتقى.
وتؤكّد السيدة بروق أنّ مرض حساسية الغلوتين، يظهر لدى الرّضع بمجرد تغيير الغذاء،من الحليب إلى الأكل الذي يتوفّر على "الغلوتين"، خاصة الفرينة مثلما قالت. وأوضحت أنّ من المصابين من يظهر الداء لديهم في سن ال30 سنة أو ال40سنة، نتيجة عدم التشخيص المبكّر للدّاء مثلما قالت.
وأوضحت متحدثتنا، أن من بين أسباب تزايد الإصابة بداء السّيلياك في الجزائر، التناول الكبير للعجائن، موجّهة إلى أنّه يتعيّن على المصاب بالداء، عند اكتشاف المرض بعد التشخيص، تجنّب هذه العجائن وخاصة الخبز، الذي قالت أنّنا (الجزائريين) نستهلكه بكثرة. ويتعيّن على المصابين بهذا الداء حسب محدثتنا، اتّباع حمية منظمة خالية من "الغلوتين "، لتفادي التّبعات الصحية والمادية المكلّفة.
من جهته أوضح الدكتور محمد جعلاب، مستشار الضمان الاجتماعي وأمين عام لجنة الهلال الأحمر الجزائري بولاية ڨالمة، أنّ هناك دراسة معمّقة على المستوى المركزي، بخصوص التغذية الخاصة بمصابي "السيلياك"، وأنّ وزارة العمل والضمان الاجتماعي، تبدي اهتماما بالغا بهذه الشريحة كما قال. وحسب جعلاب فإنّ نسبة المصابين بداء السّيلياك داخل الولاية، تقدر بنحو 09 إلى 10 بالمائة. وحثّ المتحدث نفسه المصابين بداء السّيلياك، باحترام حمية غذائية منظمة، التي يحددها برنامج غذائي تربوي يعدّه مختصون، يرعى صحة المصاب بالداء ويخفّف عبء تكلفة الدواء على الدولة.
وقد لخّص الدكتور خالد حليمي، رئيس جمعية سواعد حمام دباغ المنظمة للملتقى الصحّي، الهدف من هكذا ملتقيات، في تكثيف الحملات التوعوية وضرورة التشخيص المبكّر لهذه الأمراض، والوقاية منها، لنشر ثقافة صحية حول هذه الأمراض، "وإرسال رسالة تضامنية للمصابين، الذين يعانون من هذه الأمراض".
يشار إلى أنّ الملتقى عرف أشغال ورشات وجانب خاص بالأطباء وممارسي الصحة، فضلا عن توزيع بعض الأجهزة الخاصة بمرضى السكري مجانا.