أكد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، مراد زمالي، أن التعاضديات الاجتماعية، من شأنها المساهمة في ضمان التوازن لمنظومة الضمان الاجتماعي، من خلال تدعيمها وتشجيع الانخراط بها، ويمكنها حسبه أن تكون مخرجا للأزمة التي تعاني منها صناديق الضمان الاجتماعي، خاصة وأن صندوق التقاعد كان يمكنه أن يكون عاجزا عن دفع معاشات المتقاعدين لولا تدعيمه ب500 مليار دينار من الدولة. أضاف وزير العمل، يوم الأحد، في الكلمة التي ألقاها بمناسبة تنصيب المجلس الوطني للتعاضدية الاجتماعية بمقر الوزارة، أنهم في كل مرة يستغلون مختلف الأجهزة من أجل البحث عن مصادر تمويل تساهم في التوازنات المالية، والتعاضدية واحدة من هؤلاء، وينبغي تفعيلها أكثر ورفع المنخرطين بها. ودعا الوزير، رئيس المجلس الجديد للتعاضدية الاجتماعية والمدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لغير الأجراء “كاسنوس”، شوقي عاشق يوسف، إلى العمل في مرحلة أولى على مراقبة ومرافقة التعاضديات عبر الوطن، وتسوية الخلافات المسجلة ببعضها، وإيجاد حلول سريعة للانسداد من أجل العمل بسرعة في تفعيل نشاطها ومن ثمة رفع عدد منخرطيها الذين سترتفع بموجبهم الاشتراكات. وعن التعاضديات دائما، قال زمالي، إن مجلسها الجديد مهمته تقديم الاقتراحات العملية في مجال التعاضديات الاجتماعية، ويمكن اللجوء إليه للاستشارة في كل المسائل المتعلقة بهذا المجال، إلى جانب إجراء تحقيقات ودراسات في كل ما يتعلق بتسيير هذه التعاضديات. ويتشكل المجلس من ممثلين عن عدة قطاعات، على غرار الضمان الاجتماعي والمالية والداخلية والجماعات المحلية والصحة والتضامن الوطني والمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي ومنظمات نقابية للعمال الأكثر تمثيلا على المستوى الوطني. ونوّه ذات المسؤول، أن الوزارة تحصي حاليا 29 تعاضدية تنشط في الميدان وتضمن التغطية الاجتماعية التكميلية لفائدة حوالي مليون منخرط، وهو ما يمثل تقريبا 8 بالمائة من العدد الإجمالي للمؤمن لهم اجتماعيا في منظومة الضمان الاجتماعي، وفي ذات السياق دعا الوزير إلى الانخراط في التعاضديات للاستفادة من مزايا هذه الأخيرة، خاصة تلك المنصوص عليها في أحكام القانون الجديد المنظم لها، منوها أن نظام التعاضدية الاجتماعية الذي يقوم على الانخراط الطوعي، يعتبر مكملا للضمان الاجتماعي في إطار المنظومة الوطنية للحماية الاجتماعية، والمتضمن عدة أداءات من بينها التأمين عن المرض وحوادث العمل والأمراض المهنية، علاوة على أداءات أخرى ذات طابع اجتماعي، وأن الأداءات الإضافية التي تضمنها التعاضدية الاجتماعية ستسمح باستكمال التعويضات التي يضمنها الضمان الاجتماعي. مبرزا أن المنخرطين بهذه الأخيرة يمكن لهم الاستفادة أيضا من مزايا نظام البطاقة الالكترونية الشفاء للمؤمن لهم اجتماعيا ونظام الدفع من قبل الغير، علاوة على الاستفادة من التقاعد التكميلي عند بلوغ سنّ التقاعد، مما سيسمح بتحسين القدرة الشرائية، يضيف الوزير. وعلى هامش اللقاء، صرح رئيس المجلس الوطني للتعاضدية الاجتماعية، شوقي عاشق يوسف ل”الخبر”، أن بعض التعاضديات تسجل مشاكل من حيث التسيير، وهناك من تطور النزاع فيها إلى الوصول إلى القضاء، وسيعملون على تسوية مختلف الخلافات وبعث النشاط من جديد لتحقيق الأهداف المنشودة، مؤكدا على أهمية هذه الأخيرة، فصناديق الضمان الاجتماعي للأجراء ولغير الأجراء تضمن الاشتراكات التي يدفعها المعنيون بضمان تقاعد بنسبة 80 بالمئة فقط، ومن خلال التعاضديات يمكن جعل التقاعد تكميلي 100 بالمئة عن طريق الاشتراكات التي تدفع للتعاضديات، حسبه.