تم بث اليوم الجمعة الحلقة الأولى من السلسة الوثائقية "أسرار الجزائر" المخصصة لمدينة الجزائر العاصمة من منظور ثقافي وتاريخي على قناة التلفزيون الفرنسي فرانس 24 الناطقة باللغة العربية. وتعود "أسرار الجزائر"، التي هي من إعداد وتقديم الصحفية اللبنانية تاتيانا الخوري، إلى تاريخ العاصمة في سرد تاريخي مفعم بالصور الحقيقية وصور من الأرشيف. ويرجع العدد الأول من السلسلة الوثائقية إلى بداية القرن السادس عشر في العهد العثماني مدعما ذلك بسرد حول التواريخ الأساسية التي ميزت هذه المدينة الألفية ويختلج الوثائقي موسيقى جميلة مشكلة جسرا يلتقي فيه الماضي بالحاضر من خلال صور من الماضي السحيق للمدينة ومناظر ومشاهد للحياة اليومية. ويتوقف الربورتاج عند بداية القرن التاسع عشر حيث تبدأ صفحة جديدة من تاريخ الجزائر لدى إنزال قوات الاحتلال الفرنسي في الرابع عشر جوان 1830 بسيدي فرج (غرب الجزائر العاصمة). كما تنقلت عدسات كاميرا الوثائقي إلى مغارة سيرفانتس الواقعة ببلكور حيث لجأ إليها الروائي الاسباني ميغال دي سيرفانتس (1547- 1616) والذي عاش عدة سنوات بالجزائر العاصمة بعد أسره في 1575، وهي المرحلة التي كان لها تأثير كبير على عمله "دون كيشوت" وهي إحدى أهم الروايات في الأدب الاسباني والعالمي. وسلطت الحصة الضوء أيضا على المدفع الأسطوري "بابا مرزوق" وهي قطعة مدفعية طولها أكثر من 6 أمتار ووزنها 12 طنا تم تصميمها بين 1536 و 1542 في مسبك عاصمي. و اشتهرت الجزائر العاصمة بتسمية الحصن المنيع "المحروسة" بفضل المسافة التي تبلغها قذائفه التي تصل إلى غاية 8ر4 كم, وعند غزو الجيش الفرنسي في 1830 نقل مدفع بابا مرزوق إلى مدينة بريست (شمال فرنسا) وعرض منذ ذلك الوقت بميناء هذه المدينة. ولدى الابتعاد غربا كانت المحطة هي تيبازة حيث يوجد الضريح الملكي الذي يطلق عليه "قبر الرومية" (قبر المسيحية) وهو معلم يعود للعهد النوميدي مصنف كإرث عالمي للبشرية من اليونيسكو وبهذا الخصوص أعطت الصحفية معدة ومنتجة الحصة الكلمة لمديرة البحث بالمركز الوطني للبحث في الآثار صباح فردي التي أوضحت أن هذا المعلم تم بناؤه مطلع القرن الأول قبل الميلاد. وأعلنت تانيا الخوري أنه سيتم قريبا بث مواضيع أخرى مخصصة لثقافة وتنوع الثقافة الجزائرية وكذا شخصيات الثورة وستبث على أربعة أعداد.