أصيب أنصار اتحاد بسكرة بخيبة أمل كبيرة مع الدقائق الأخيرة لمقابلتي ملعبي 20 أوت بالعاصمة وإمام الياس بالمدية، واللذان زفا خبر سقوط "الخضراء" إلى الرابطة المحترفة الثانية، ليتكرر سيناريو موسم 2005 /2006. "لم نسقط بطريقة رياضية" .. هكذا قالها مدرب اتحاد بسكرة النذير الكناوي الذي تأسف على نهاية مشوار فريقه في بطولة المحترف الأول، مشددا بالقول على أن عدد من الفرق هي التي أرادت أن يسقط اتحاد بسكرة، قبل أن يضيف "النزاهة التي تحدّث عنها البعض لم نلمسها في الميدان". وعاد لكناوي في حديثه إلى الجولات السابقة من البطولة، حيث قال "شاهدنا أهدافا مفبركة". وبالعودة إلى مشوار الاتحاد هذا الموسم، فإن جميع المؤشرات كانت توحي بصعوبة المهمة، والبداية كانت بتفريط الناطق الرسمي إبراهيم ساعو في ركائز التشكيلة التي صنعت الصعود إلى القسم الأول، في صورة الحارس علوي وجعبوط وبلغربي وعلاتي وبن شعيرة بولذياب والبقية، رغم أن هؤلاء أكدوا أنهم انتظروه ولم يعرهم أي اهتمام لغاية في نفس يعقوب، مقابل فتح مجال الانتدابات لكل من هب ودب، تحت قيادة المدرب بلعطوي، حيث وصل عدد الذين جربوا حظهم في تربص تيكجدة أزيد من خمسين لاعبا، والمحصلة تعداد أثبت محدوديته مع الجولات الأولى للبطولة. وقد توالت الخطوات الخاطئة بتسريح ما لا يقل عن 11 لاعبا في "الميركاتو" الشتوي، رغم أن البعض منهم قدم مردودا طيبا والحال ينطبق على ملولي وشاوتي ويغني. وإن كان ساعو يحسب له تحقيقه لتتويجين متتاليين، فإن خرجاته الإعلامية النارية وتهجمه على عدد من الفاعلين في كرة القدم، يراه الأنصار بأنه عامل أضر بالفريق الذي صوّبت نحوه سهام المتربصين، في وقت أن الاتحاد الذي يفتقد للدعم المادي والمعنوي يحتاج إلى دعم ومساندة الجميع، ويضاف إلى ذلك الخلاف الخفي الذي حدث بينه وبين أيمن خير الدين، فابتعاد هذا الأخير كان له الأثر السلبي على النادي الذي اختصر في شخص ساعو الذي تعمّد فبركة أعضاء مجلس إدارة الشركة على مقاسه، حيث اختار أشخاص موظفين بسطاء لا يجرؤون على مناقشته، عوض فتح المجال للشخصيات الوازنة التي تملك الأموال في صورة عموري وطهراوي وفرادي وعاقلي والبقية. وفي هذا الصدد، يرى الأنصار أن إفشال ساعو لمشروع مجمع عموري الذي اقترح في بداية الموسم توفير 10 ملايير سنتيم شرط انتداب محاسب يعرف وجهة الأموال كان بداية السقوط، لكن ساعو رفض المقترح من أساسه، وفضل التسيير بمفرده، مع توخي سياسة الضغط على السلطات المحلية والصناعيين لجلب الأموال، رغم أن هؤلاء يرفضون تسليم أموالهم له، ولم يذعنوا إلا بتدخلات والي الولاية، والنتيجة أن ما توفر من سيولة بقيت غير كافية، ولا تقارن بفرق أخرى في حظيرة الكبار، لكن البعض يتساءل عن الوجهة التي صرفت فيها الأموال، خاصة وأن الكواليس تشير إلى أن اللاعبين لم يتقاضوا أجورهم، والكل يدين بما لا يقل عن خمسة أو ستة أشهر. وفي الجانب التقني، فإن أكبر خطإ ارتكبه ساعو الذي كان يبحث عن النتائج الايجابية، هو إقالته للمدرب النذير لكناوي وتعويضه بالهادي خزار، قبل أن يعيده بعد مقابلتي "الكناري" والبليدة التي حصدت فيها "الخضراء" تعادلين فقط، والكل يشهد أن لكناوي حاول بفريق مهلهل وإدارة لم تعد قادرة على إعطاء الإضافة، توفير أبسط متطلبات العمل واستعادة الأمل، بالفوز على تاجنانت والعودة بنقطة الأمل من بلعباس، إلا أن سيناريو جولة الختام رمى ب "الخضراء" إلى القسم الثاني في مشهد عاشه الأنصار في موسم 2006.